ما هو نظام الكيتو الغذائي؟

النظام الغذائي الكيتوني يتميز بقلة الكربوهيدرات وزيادة الدهون، وقد تم استخدامه على مر العصور لمعالجة عدة مشاكل صحية.

خلال القرن التاسع عشر، كان يُستعمل لمساعدة مرضى السكري، وفي ثلاثينيات القرن العشرين تم اعتماده لعلاج الأطفال المصابين بالصرع الذين لم تفلح معهم العلاجات الدوائية.

فيما يتعلق بتكوينه، لا يوجد توزيع ثابت للمكونات الغذائية في النظام الكيتوني بل يختلف من شخص لآخر. غالبًا ما يشمل تقليل الكربوهيدرات إلى أقل من 50 جرام يوميًا.

على صعيد البروتينات، فإن كميتها معتدلة وليست مرتفعة مقارنةً بأنظمة أخرى منخفضة الكربوهيدرات.

ذلك لأن تناول بروتين بكميات كبيرة قد يعيق دخول الجسم في حالة الكيتوزية، وهي الوضعية الأيضية التي يعتمد فيها الجسم على حرق الدهون لاستخلاص الطاقة بديلاً عن الجلوكوز. يُحافظ النظام على نسبة بروتين كافية للحفاظ على الكتلة العضلية دون أن يمنع الجسم من الدخول في حالة الكيتوزية.

 أضرار الكيتو للنساء

عند اعتماد النساء لنظام الكيتو الغذائي، قد تبرز بعض التحديات التي يجب الانتباه إليها:

الإحساس بالجوع الزائد قد يحدث في الأيام الأولى بعد البدء بنظام الكيتو، نظراً لانخفاض مستوى الأنسولين، ولكن هذا الشعور عادة ما يختفي تدريجياً مع تأقلم الجسم على استخدام الدهون كمصدر رئيسي للطاقة.

قد تظهر بعض المشكلات الهضمية كالإمساك أو الإسهال خلال الفترة الأولى من تطبيق النظام الغذائي الكيتوني. هذه الأعراض عادة ما تكون مؤقتة وتزول مع الوقت.

نقص العناصر الغذائية كالكالسيوم، الحديد، والزنك، قد يعتري بعض النساء نظرًا للتحولات في النظام الغذائي. من الضروري التركيز على تناول أطعمة غنية بهذه العناصر أو اللجوء إلى المكملات الغذائية بناءً على توصيات الطبيب.

التأثيرات المحتملة للكيتو على تفاعل الأدوية، مما يستدعي استشارة الطبيب قبل اعتماد هذا النظام لتجنب أي تداخلات دوائية غير مرغوبة.

وأخيراً، من المهم استشارة الطبيب قبل البدء بنظام الكيتو، خصوصًا لمن لديهن حالات صحية موجودة مسبقاً. يجب الانتباه الجدي لهذه التحديات والتبصر في كيفية التعامل معها بشكل فعّال.

مخاطر نظام الكيتو أثناء الحمل والرضاعة

قد يتسبب اتباع نظام الكيتو خلال فترة الحمل أو الرضاعة في بعض المخاطر التي يجب الانتباه إليها، مثل:

• قد ينخفض مستوى السكر في الدم.
• قد تعاني الأم من الجفاف.
•  قد تتشكل حصوات في الكلى.
• قد تحدث مشكلات التغذية.
•  قد يؤثر سلبًا على نمو وتطور الجنين.

ينصح بضرورة استشارة الطبيب قبل بدء هذا النظام لتوضيح كافة الأخطار والمنافع المتوقعة.

الكيتو والدورة الشهرية

قد يسبب اتباع نظام الكيتو الغذائي تغيرات في الدورة الشهرية لبعض النساء، حيث يمكن أن يتسبب في الشعور بآلام أكثر حدة، اضطرابات في التوقيتات الشهرية، وزيادة في الشعور بالانتفاخ.

يعود السبب في ذلك إلى أن هذا النظام قد يخفض مستويات هرمون الاستروجين الذي يلعب دوراً رئيسياً في تنظيم الدورة الشهرية، مما قد يؤدي إلى تباين في التكرار أو الشدة الطبيعية للدورة.

بالإضافة إلى ذلك، قد يسبب نظام الكيتو ارتفاعاً في إنتاج هرمون الكورتيزول، الذي غالباً ما يرتبط بالإجهاد. التغيرات في مستويات هذا الهرمون قد تؤثر أيضاً على انتظام الدورة الشهرية وصحة النساء بشكل عام.

لمن تواجه تأثيرات سلبية على الدورة الشهرية بعد تطبيق نظام الكيتو، من المهم استشارة الطبيب. قد يقترح الطبيب بعض التعديلات على النظام الغذائي أو إضافة مكملات غذائية بهدف التخفيف من هذه الأعراض ودعم التوازن الهرموني.

أضرار الكيتو دايت على الكليتين

في نظام الكيتو الغذائي، تُستخدم الأطعمة الغنية بالدهون وخالية من الكربوهيدرات مثل اللحوم والبيض والجبن كمكونات رئيسية.

ومع ذلك، قد يؤدي الإفراط في تناول هذه الأنواع من الأطعمة إلى زيادة حموضة الدم والبول وبالتالي رفع نسبة الكالسيوم المفرز في البول، مما قد يسهم في تشكيل حصوات الكلى.

كما يؤثر هذا النظام على مستويات السترات في البول، وهي مادة تساعد على منع تكوين حصوات الكلى عن طريق الارتباط بالكالسيوم. الانخفاض في مستويات السترات يعزز خطر تكون الحصوات.

من الجدير بالذكر أن الأشخاص الذين يعانون من مرض الكلى المزمن ينبغي عليهم الابتعاد عن رجيم الكيتو. نظرًا لقدرة الكلى المحدودة على التعامل مع التراكمات الحمضية الناجمة عن النظام الغذائي الغني بالدهون الحيوانية، قد يؤدي ذلك إلى تفاقم حالة مرض الكلى بسبب زيادة الحموضة.

علاوة على ذلك، يُنصح الأشخاص المصابون بأمراض الكلى باتباع نظام غذائي قليل البروتين، في حين أن نظام الكيتو يميل إلى أن يكون مرتفعًا في محتوى البروتين، ما يمكن أن يضيف ضغطًا إضافيًا على الكلى.

اضرار الكيتو دايت على سكر الدم

ربما ينفع نظام الكيتو الغذائي، الذي يقلل من الكربوهيدرات، في تنظيم مستويات السكر لمرضى السكري.

ولكن، يجب التنبيه أن مرضى السكري من النوع الأول قد يواجهون خطرًا متزايدًا لتجارب انخفاض السكر في الدم، التي تظهر على شكل تشوش في الفكر، رعشة، إعياء وفرط تعرق. هذه الحالات قد تصل إلى درجة خطيرة مثل الغيبوبة إذا لم يُعطى العلاج اللازم.

غالبًا ما يتعرض مرضى السكر من النوع الأول لحالات انخفاض السكر في الدم، خصوصًا إذا كانوا يستخدمون جرعات زائدة من الأنسولين دون تناول كميات كافية من الكربوهيدرات. الانخفاض في تناول الكربوهيدرات يمكن أن يفاقم هذه المخاطر، مما يتطلب رصداً وعناية فائقة.

الإصابة بأنفلونزا الكيتو

في النظام الغذائي الكيتوني، يُحدَّد استهلاك الكربوهيدرات بأقل من 50 جرامًا يوميًا، وهذا يعد تغييرًا جذريًا قد يؤدي إلى استنزاف مخزون الكربوهيدرات في الجسم.

عندما يحدث ذلك، يتجه الجسم لحرق الدهون والكيتونات كمصدر بديل للطاقة، مما قد ينتج عنه بعض الأعراض المؤقتة المشابهة لأعراض الإنفلونزا.

تظهر هذه الأعراض عادةً في شكل صداع، دوخة، تعب، غثيان وإمساك، ومن الممكن أن ترتبط أيضاً بالجفاف والانتقال إلى الحالة الكيتونية التي قد تسبب أيضًا رائحة فم غير محببة.

على الرغم من أن هذه الأعراض غالبًا ما تختفي خلال بضعة أسابيع، إلا أنه من المهم مراقبتها والانتباه إلى ترطيب الجسم بشكل جيد طوال مدة الالتزام بالنظام الكيتوني، بالإضافة إلى تناول الأطعمة التي تحتوي على الصوديوم، البوتاسيوم والإلكتروليتات الضرورية لدعم عملية التكيف البيولوجي للجسم مع هذا التغيير.

فوائد نظام الكيتو الغذائي

يمكن أن يكون نظام الكيتو الغذائي مفيدًا لصحة الدماغ، حيث أظهرت بعض الدراسات أن الكيتونات المنتجة من هذا النظام تعزز قدرات الدماغ وتعمل على حماية الخلايا العصبية، مما يجعلها مفيدة بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من مرض الزهايمر.

كما أن اتباع نظام الكيتو قد يساعد في علاج السرطان بطريقة مكملة، إلى جانب العلاجات التقليدية مثل العلاج الكيميائي والإشعاعي. يعمل هذا النظام على إحداث إجهاد تأكسدي في الخلايا السرطانية، مما يجعلها أكثر عرضة للتلف مقارنة بالخلايا الطبيعية.

أيضًا، يساهم نظام الكيتو في تقليل ظهور حب الشباب عبر خفض استهلاك الكربوهيدرات المعالجة والمكررة التي ترفع نسبة السكر في الدم بشكل كبير، وهذا الارتفاع يمكن أن يؤثر سلبًا على صحة الجلد.

أشخاص ممنوعون من اتباع الكيتو

الأشخاص الذين يعانون من السكري من النوع الأول يحتاجون إلى الأنسولين بشكل مستمر للتحكم في مستوى السكر في الدم، والالتزام بنظام الكيتو الغذائي قد يؤدي إلى انخفاض حاد في هذه المستويات، مما يشكل خطورة على صحتهم.

الأفراد الذين خضعوا لجراحة استئصال المرارة قد يجدون صعوبة في هضم الكميات العالية من الدهون التي يميز نظام الكيتو، لذلك لا ينصح به لهم.

الأشخاص المصابون بمشاكل في الغدة الدرقية قد يتأثرون سلباً بنظام الكيتو، حيث أن هذا النظام يمكن أن يتسبب في مضاعفات قد تؤثر على وظائف الغدة.