كيف اعرف تسرب ماء الجنين؟

عندما يقترب موعد الولادة، تتعرض بعض النساء لتسرب سائل الأمينوسي، وهو سائل يحيط بالجنين في الرحم لحمايته ومنحه المجال للنمو والحركة بأمان. خلال 24 ساعة من بدء تسرب هذا السائل، عادة ما تبدأ عملية الولادة. هذا الغشاء الحامي للسائل قد يتعرض للكسر لأسباب متعددة. هناك عدة علامات تدل على أن السائل الذي يتسرب هو السائل الأمينوسي نفسه:

– السائل الذي يتسرب يكون شفافًا وبدون رائحة.
– أحيانًا، قد يصاحب هذا السائل إفرازات مخاطية أو بيضاء أو حتى بعض قطرات الدم.
– تسرب السائل هذا لا يمكن التحكم به، على عكس البول.
– يكون التسرب مستمرًا ولا يتوقف.

تلك العلامات هي دلائل قوية تشير إلى أن الجسم يستعد للمرحلة المقبلة وهي الولادة.

كم نسبة ماء الجنين الطبيعية؟

خلال فترة الحمل، يمر ماء الجنين بتغيرات متعددة، سواء كانت في الزيادة أو الانخفاض. هذه التغيرات تتنوع مع تقدم مراحل الحمل.

الثلث الأول من الحمل

خلال الثلاثة الأشهر الأولى من الحمل، من الأسبوع العاشر حتى الأسبوع العشرين، يتغير حجم السائل الذي يحيط بالجنين، والمعروف بالسائل الأمنيوسي، ليكون ما بين 80 ملليلتر و180 ملليلتر.

الثلث الثاني من الحمل

في فترة ما بين بداية الثلث الثاني من الحمل وحتى الأسبوع الثلاثين، يكون مقدار السائل الأمنيوسي حوالي 140 ملليلتر تقريبًا.

الثلث الثالث من الحمل

في الفترة ما بين الأسبوع 32 والأسبوع 33 من الحمل، من الممكن أن يصل حجم السائل المحيط بالجنين إلى 800 ملليلتر أو يزيد. أما في الأسبوع 34، يتقلص هذا الحجم إلى حوالي 400 ملليلتر، لكنه يعاود الارتفاع مرة أخرى في الأسبوع 36 حتى يصل إلى 1000 ملليلتر. تعتبر معرفة كيفية تغير حجم السائل الأمنيوسي وأيضًا التعرف على المخاطر المحتملة لزيادة هذا السائل حول الجنين معلومات هامة يجب الانتباه إليها.

كيفية قياس السائل الأمنيوسي

لتحديد مستوى ماء الجنين، يستخدم أطباء التوليد والنساء أداة تقيس المعروفة باسم مؤشر السائل الأمنيوسي.

ما أسباب نزول ماء الجنين بكميات قليلة قبل موعد الولادة؟

يحدث تسرب ماء الجنين غالبًا عند اقتراب موعد الولادة، لكن في بعض الأحيان قد يتسرب هذا السائل بشكل مبكر، وهو ما يتطلب زيارة الطبيب على الفور. إذا بدأ هذا التسرب قبل الأسبوع 37 من الحمل، فهذا يعني حدوث تمزق مبكر للأغشية حول الجنين، أما إذا كان بين الأسبوعين 37 و38، فهو ما يُطلق عليه تمزق الأغشية في موعدها.

الأسباب الدقيقة لهذه الحالة غير معروفة، لكن هناك عوامل قد تزيد من فرص حدوثها مثل الحمل مجددًا بعد ولادة سابقة بفترة قصيرة، مشاكل في المشيمة، تغيرات في كمية السائل الأمينوسي حول الجنين، التعرض للمواد الضارة كالتدخين والكحول، الإصابة بالتشنجات التي قد تضغط على السائل وتسبب تمزقه، وجود بعض الحالات الصحية مثل الأمراض المنقولة جنسيًا، عدوى المسالك البولية، أو أمراض الرئة. أيضًا، قد يحدث هذا الأمر بعد إجراء فحص بزل السائل الأمينوسي إذا لم يشف الجرح بالشكل الصحيح.

علاج تسرب ماء الجنين

إذا بدأ ماء الجنين بالتسرب قبل وصول الحامل إلى الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل، يمكن أن يوصي الطبيب بأهمية الاحتجاز في المستشفى لفترة. هذا الإجراء يهدف إلى متابعة الحالة الصحية للأم وجنينها عن قرب، من خلال إجراء تحاليل وفحوصات دورية للتأكد من عدم وجود أية مشاكل. يجب الإشارة إلى أنه عندما يحدث التسرب، لا يمكن استرجاع السائل أو إغلاق الثغرة التي حدث منها التسرب. في الغالب، قد يستمر هذا التسرب طوال مدة الحمل بينما يواصل الجسم إنتاج السائل الأمينوسي. هناك عدة طرق يمكن اتباعها لحماية الجنين من الأخطار المحتملة نتيجة التسرب، وأبرز هذه الطرق هي:

– استخدام أقراص المضادات الحيوية، التي لها القدرة على تأخير بدء المخاض، بالإضافة إلى أنها تقلل من إمكانية حدوث عدوى داخل الرحم.
– الحصول على حقن الكورتيكوستيرويدات، وذلك لدعم نمو الطفل وتقليل خطر التعرض لمضاعفات نتيجة الولادة في وقت مبكر من الحمل.
– تناول كبريتات المغنيسيوم، هذا العلاج يستخدم بهدف الحماية من احتمالية إصابة الطفل بالشلل الدماغي، ويُفضل استخدامه عندما تكون هناك فرصة للولادة المبكرة.
– حقن المضادات الحيوية، تُستخدم بشكل خاص لخفض مخاطر العدوى بالمكورات العقدية من المجموعة ب.

متى يجب مراجعة الطبيب؟

من الضروري طلب استشارة الطبيب عند رصد أية علامات غير معتادة والتي قد تشمل:

– إصدار الماء رائحة غير مستحبة.
– حدوث نزيف مكثف.
– تغيّر لون الماء إلى الأسود أو الأخضر، مما يدل على أن الجنين ربما قام بإخراج فضلاته داخل الرحم.
– زيادة درجة حرارة الجسم عن 37.5 درجة مئوية.
– تجربة شعور بألم حاد في البطن أو الظهر.
– تسرب الماء المحيط بالجنين قبل أن يتم الحمل 37 أسبوعًا.
– ظهور أعراض مشابهة للإنفلونزا مثل الشعور بالرعشة.
– انخفاض أو تغير في حركة الطفل المعتادة.

من المهم معرفة أن تسرب الماء حول الجنين قد يكون علامة طبيعية لاقتراب موعد الولادة، خاصة بعد الاسبوع 37 من الحمل. ولكن، إذا حدث هذا قبل هذا التوقيت، يمكن أن يشير إلى وجود مخاطر صحية جدية على الجنين.