ما هو الدورة غير المنتظمة

يحدث اضطراب الدورة الشهرية عندما يأتي الطمث في غير أوقاته المعتادة أو يستمر لفترات أطول مما يجب مع كمية دم أكثر من العادة. كذلك، يُعد غير منتظماً إذا بدأ قبل سن البلوغ أو استمر بعد سن الانقطاع.

الدورة الشهرية الطبيعية تمتد على مدى 28 يوماً تقريباً لكنها قد تختلف من امرأة لأخرى. تصبح الدورة غير منتظمة إذا تجاوزت 35 يوماً. هذه الفترة تشهد تحولات في بطانة الرحم تنجم عنها الدورة الشهرية كنزيف مهبلي.

عادةً، تبدأ الدورة الشهرية بالظهور من سن 10 إلى 16 سنة وهي تستمر حتى فترة الانقطاع. قد تتأثر هذه الدورة وتصبح غير منتظمة بسبب عوامل عدة مثل استخدام وسائل منع الحمل، الخلل أو التغيرات الهرمونية، أو نتيجة للنشاط البدني الزائد.

أسباب تأخر الدورة الشهرية غير الحمل

عدة عوامل يمكن أن تؤدي إلى تأخير الدورة الشهرية بخلاف الحمل، ومن أبرز هذه الأسباب:

1- مرحلة البلوغ: في بداية مرحلة النمو والبلوغ لدى الفتيات، قد تواجه الدورة الشهرية بعض عدم الانتظام. هذا لأن الجسم يمر بتغيرات هرمونية مهمة في هذا الوقت، مما قد يجعل الدورة غير منتظمة لفترة قد تصل إلى ست سنوات. ومع مرور الوقت، تبدأ الدورة الشهرية بأن تصبح أكثر انتظامًا.

2- الاقتراب من سن انقطاع الطمث: يُعتبر التقدم في العمر والاقتراب من سن اليأس من الأسباب الطبيعية التي تؤدي إلى اختلاف وتأخير الدورة الشهرية. النساء تصلن إلى سن اليأس عادةً بين عمر 45 و 55 عامًا. قبل حدوث اليأس، مرحلة ما قبل اليأس تشهد تغييرات في انتظام الدورات الشهرية وقد تمتد الفترة بين كل دورة إلى أكثر من 60 يومًا. عند الوصول إلى سن اليأس، تنقطع الدورة الشهرية نهائيًا.

3- التوتر: التأثير الواضح للتوتر على الدورة الشهرية ليس بالأمر المستبعد. يمكن للضغوط النفسية والعاطفية أن تغير أنماط الحياة من نوم وتغذية وأداء يومي، وبالتالي تأثيرها على انتظام الدورة الشهرية. السيدات في فترة العشرينات وحتى الأربعين من عمرهن قد يجدن أنفسهن أكثر عرضة لتأخر الدورة بسبب التوتر. التوتر المستمر يزيد من هرمون الكورتيزول، مما قد يؤدي إلى تأخر أو حتى غياب الدورة الشهرية بسبب تأثيره على الغدد المسؤولة عن تنظيم الدورة.

التغييرات السريعة في الوزن يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الدورة الشهرية عند النساء. هذا التأثير يأتي نتيجة لفقدان أو زيادة الوزن بشكل ملحوظ في فترة قصيرة.

عند فقدان الوزن بسرعة، خاصة للنساء ذوات الوزن القليل أو اللواتي يعانين من اضطرابات في الأكل، قد يحدث تأثير سلبي على عملية التبويض مما يؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية. هذا لأن نقص العناصر الغذائية الأساسية يؤثر على إنتاج الهرمونات الضرورية للدورة الشهرية.

من جهة أخرى، الزيادة السريعة في الوزن أو السمنة قد تسبب اضطرابات في هرمونات الأنوثة كالإستروجين والبروجستيرون، مما يؤدي إلى تأخير أو حتى عدم حضور الدورة الشهرية.

وسائل منع الحمل الهرمونية قد تسبب أيضًا تغييرات في تواتر الدورة الشهرية خاصة في الأشهر الأولى من استخدامها أو توقفها. عادة ما تعود الدورة الشهرية لانتظامها بعد ثلاثة أشهر أو أكثر من الاستخدام، ولكن بعض الطرق قد تؤدي لحدوث دورة شهرية خفيفة أو توقف الدورة بالكامل أثناء فترة الاستخدام.

متلازمة تكيس المبايض هي حالة يُعانى فيها من زيادة هرمون الذكورة في الجسم، وتتسبب في تشكل تكيسات على المبايض مما يؤدي إلى توقف الإباضة وبالتالي دورات شهرية غير منتظمة أو توقفها.

عدم انتظام الدورة الشهرية في بداية البلوغ

في فترة المراهقة، قد تمر الفتيات بتغيرات في دورتهن الشهرية تُعتبر طبيعية وعادة ما تصير منتظمة مع تقدم السن. ولكن، هناك أوقات تشهد فيها الدورة الشهرية بعض عدم الانتظام لأسباب متعددة مثل:

– تأثير بعض الأدوية الطبية.
– الممارسة المكثفة للتمارين الرياضية.
– التغيرات الكبيرة في وزن الجسم، سواء بالزيادة أو النقصان.
– عدم الحصول على كميات كافية من السعرات الحرارية الضرورية للجسم.
– التغييرات الهرمونية، التي تشمل مستويات هرمون الغدة الدرقية إما المنخفضة أو المرتفعة جداً، والتي قد تؤدي لمشاكل في الدورة الشهرية. بالإضافة إلى زيادة هرمون الأندروجين التي يمكن أن تسبب ظهور الشعر في مناطق مثل الوجه، الذقن، الصدر، والبطن، وذلك بجانب تأثيرها على زيادة الوزن وعدم انتظام الدورة الشهرية بين الفتيات.

متى تستدعي اضطراب الدورة الشهرية زيارة الطبيب؟

يجب زيارة الطبيب في الحالات التالية:

– إذا كانت الدورة الشهرية تأتي بانتظام ثم تغيرت وأصبحت تأتي بشكل غير منتظم.

– إذا توقفت الدورة الشهرية تماماً.

– الزيادة المفاجئة في نمو الشعر في مناطق مثل الوجه، الذقن، الصدر، أو البطن.

– الدورات الشهرية التي تستمر لأكثر من سبعة أيام، أو تكون شديدة الغزارة، أو تحدث بتقارب يزيد عن كل 21 يوماً.

– الدورات الشهرية التي تأتي بفاصل زمني يزيد عن كل 45 يوماً.

– التعرض لتقلصات أو آلام شديدة في منطقة البطن.

– وجود نزيف بين فترات الدورة الشهرية.

– عدم انتظام الدورة الشهرية لمدة 3 سنوات أو أكثر.