حركة الجنين

يعتبر نشاط الجنين داخل الرحم من العلامات الرئيسية التي تدل على نموه الصحي وحالته الجيدة، ويكون ذلك واضحاً بشكل خاص بدءاً من الشهر الرابع للحمل. في هذه المرحلة بالتحديد، يبتدئ الجنين بإظهار حركاته الأولى، وهي بسيطة للغاية، إلا أنها ملحوظة من قبل الأم. مع مرور الأسابيع ودخول الأم في الشهر السابع، تصبح حركات الجنين أكثر قوة وتكراراً، حيث يزيد عدد الركلات يومياً. في هذا النص، سنركز على تلك الحركات في الشهر السابع ونستعرض العلامات الشائعة التي تجدها المرأة ملحوظة خلال هذه الفترة.

حركة الجنين في الشهر السابع اسفل البطن

في هذه المرحلة من الحمل، يصل وزن الطفل تقريبًا إلى كيلوغرام واحد ويبلغ طوله نحو 43 سنتيمترًا. من المتوقع أن تلاحظ الأم الحامل أن جنينها يتحرك بشكل متكرر، وذلك يعود إلى قوة عضلاته المتزايدة وتحسن قدراته الحركية.

يُنصح أن تأخذ الأم وقتًا لمراقبة وعدّ الحركات والركلات التي يقوم بها الجنين، وإذا ما وجدت أن الجنين قام بأقل من عشر ركلات في مدة لا تزيد عن ساعتين، يجب عليها اللجوء إلى الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة للتأكد من صحة الجنين.

خلال هذا الشهر أيضًا، تستمر عضلات الجنين ورئتاه في النمو وتزداد قدرة الدماغ على التطور. من الخصائص المميزة لهذه الفترة القدرة الجديدة للجنين على تمييز صوت الأم واستماعه للأصوات المحيطة به.

تطوّر ونموّ الجنين في الشهر السابع

في الشهر السابع من الحمل، يحدث تطور ملحوظ للجنين حيث يتمكن من فتح عينيه وغلقهما. يختفي بعض الشعر الناعم الذي يكسو وجهه، ويتطور حس السمع لديه بشكل يمكنه من التعرف على صوت والدته، الذي يجد فيه راحة وأماناً يُجسّد عبر قربه من قلبها عند الشعور بالضيق. يصبح الجنين أكثر حركة، يستطيع التمسك بأشياء وتمديد جسده بحرية.

خلال هذه الفترة تواجه الأم تغيرات فيسيولوجية وجسدية متعددة. قد تشعر بتوتر في البطن نتيجة لتمدد الأربطة والحوض استعداداً للولادة.

قد تظهر علامات وبقع على الجلد وانتفاخ في القدمين واليدين بسبب تجمع السوائل. الآلام في أسفل الظهر، البواسير، والدوالي أيضاً من الأعراض التي قد تزيد مع تقدم الحمل.

تزداد رغبة الأم في إنهاء فترة الحمل مع قرب موعد الولادة، وقد تجد صعوبة في النوم بسبب الزيادة في حجم البطن ونشاط الجنين. الشعور بالتعب والصداع وصعوبة بسيطة في التنفس من الأعراض المشتركة، بالإضافة إلى مشاكل في الهضم مثل الإمساك والحموضة التي تستدعي الاهتمام بالنظام الغذائي لتخفيف هذه المشكلات.

على ماذا تدل كثرة حركة الجنين

كل حمل يتميز بخصائص مختلفة تشمل حركة الجنين ومستوى نشاطه، ويجدر بنا معرفة أن هناك تنوعاً كبيراً في هذه الحركات ولا توجد معايير ثابتة لقياسها.

ليس هناك داع للقلق من زيادة نشاط الجنين، بل يُفضل الانتباه لأنماط حركته بهدف ملاحظة أي تغيرات قد تحدث. من الضروري اللجوء إلى الطبيب إذا لوحظت حركات غير معتادة أو تغير مفاجئ في النشاط، سواء بالزيادة أو الانخفاض.

يجب أيضاً مراعاة أن للجنين دورته الخاصة في النوم واليقظة، التي تختلف عن دورة الأم، مع ملاحظة زيادة النشاط والركلات خاصة في أوقات معينة من اليوم وأثناء الشهر الأخير من الحمل.

الجدير بالذكر أن دورة النوم عند الجنين، التي يقل خلالها نشاطه، تتراوح ما بين 20 إلى 90 دقيقة. من الهام متابعة غريزة الأم واستشارة الطبيب عند الشعور بأي تغيرات غير عادية لضمان سلامة الحمل. في بعض الحالات، قد يطلب الطبيب تسجيل ملاحظات حول حركات الجنين أو إجراء فحوصات مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية للتأكد من صحة الجنين.

أسباب طبيعية لزيادة حركة الجنين

خلال فترة الحمل، تُلاحظ الأم زيادة حركة طفلها في أوقات مختلفة خلال اليوم، حيث تعتبر اللحظات الهادئة، كوقت الذهاب إلى الفراش ليلاً، فرصة للأم لتشعر بحركة جنينها بوضوح. هذا الشعور يمكن أن يكون أكثر وضوحاً للأمهات الذين سبق لهن الحمل. بالمقابل، خلال النهار، قد تقل فرصة إدراك هذه الحركات بسبب انشغال الأم بمهامها اليومية أو بسبب حركتها التي قد تهدئ من نشاط الجنين.

النظام الغذائي للأم يلعب دوراً مهماً أيضاً. تناول الأمهات للطعام قد يزيد من مستويات السكر في دمهن مما يؤدي إلى زيادة نشاط الجنين وحركته. بعض الأطعمة قد تتسبب بشكل ملحوظ في تحفيز حركة الجنين أكثر من غيرها.

وضعية جسم الأم تؤثر أيضاً في إدراكها لحركة طفلها. على سبيل المثال، قد تشعر الأم بحركات أكثر وضوحاً عند الاستلقاء والتركيز على شعور الحركة، بينما قد يقل هذا الإحساس أثناء الجلوس أو الوقوف.

حالات الانفعال والعصبية لدى الأم يمكن أن تؤدي إلى تغيرات في نشاط الجنين أيضاً، حيث يؤدي ارتفاع هرمون الأدرينالين في جسم الأم، الذي يُفرز كرد فعل على الضغط أو التوتر، إلى زيادة حركة الجنين. هذا الهرمون يُفرز من الغدة الكظرية كجزء من استجابة الجسم للمواقف التي تتطلب تأهباً أو هروباً.

باختصار، تجربة الحمل تجلب معها تغييرات ملحوظة ومتنوعة في نشاط الجنين، تتأثر بالعديد من العوامل مثل وقت اليوم، النظام الغذائي للأم، وضعية جسمها، وحالتها النفسية.

مخاطر الولادة المبكرة

ترتفع المخاطر المتعلقة بالحمل وتشمل مشكلات مثل مشاكل المشيمة، وقد يواجه الجنين صعوبة في الحصول على أنواع التغذية التي يحتاجها لينمو بشكل مناسب. كما أن زيادة وزن الأم وبذلها لمجهود بدني كبير قد يزيد من خطورة الإصابة بالنزيف. وللتعرف على إمكانية حدوث ولادة في وقت مبكر، يمكن الانتباه إلى العلامات التالية:

– وجود ألم دائم وقوي في منطقة أسفل الظهر.
– شعور بتقلصات الرحم التي تأتي بشكل متتابع وفي فترات قصيرة.
– ظهور نزيف من منطقة الرحم.
– حالات القيء المتكرر والشديد.
– الشعور بضغط قوي في منطقة أسفل الرحم.
– وجود إفرازات كثيفة للسوائل التي تحيط بالجنين قد يشير إلى تمزق في كيس الجنين.