ما هو الشهر الثامن من الحمل

في الحمل ضمن مدته الثامنة، يبدأ الجسم في التجهيز لاستقبال الطفل، حيث تظهر علامات مختلفة تبين بدء هذه المرحلة من الحمل. يمكن أن تشمل هذه التغيرات زيادة في الشعور بالقلق والإجهاد النفسي، بالإضافة إلى زيادة ملحوظة في الوزن. هذه التغيرات تأتي كجزء من التحولات الهرمونية التي تحدث. الشهر الثامن يمتد من الأسبوع 31 وينتهي بالأسبوع 35.

خلال هذه الفترة، من المهم أن نفهم الأعراض المرتبطة بالشهر الثامن والتي تتضمن آلام مختلفة قد تشعر بها الحامل، إضافة إلى رصد تطور الجنين. تقدم هذه المرحلة من الحمل لمحة عن الاستعدادات الجسدية والعاطفية التي تحدث استعدادًا للولادة.

تقلصات الرحم في الشهر الثامن من الحمل

في الشهر الثامن من الحمل، يزداد حجم الجنين ويسبب ضغطًا أكثر على الرحم والأعضاء القريبة منه. ردًا على هذا الضغط، تتحرك عضلات الرحم بنشاط أكبر، تمهيدًا للولادة التي باتت قريبة. هذه الحركة أو ما يُعرف بتقلصات الرحم، تعتبر جزءًا طبيعيًا من مراحل الحمل الأخيرة، وعادة ما لا تحتاج إلى القلق.

يمكن وصف هذه التقلصات بأنها شبيهة بإحساس الشد الذي تشعر به المرأة في أسفل البطن، خلال فترة الحيض.

مع ذلك، من المهم أن تلاحظ الحامل نوع التقلصات وأي أعراض أخرى ترافقها. ففي بعض الأوقات، قد تشير التقلصات إلى احتمال حدوث ولادة مبكرة.

سنستكشف الفروق بين التقلصات الطبيعية خلال هذه المرحلة وتلك التي قد تشير إلى بداية الولادة المبكرة.

محفزات تقلصات الرحم في الشهر الثامن

في الشهر الثامن من الحمل، قد تشعر الأم بزيادة في تقلصات الرحم. هذه الزيادة يمكن أن تعزى إلى عدة عوامل متنوعة. من بين هذه العوامل، الجفاف يأتي في مقدمة الأسباب.

كذلك، يمكن أن تساهم حركات الجنين النشطة، واللمس المباشر لبطن الأم، في تحفيز هذه التقلصات. إضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي امتلاء المثانة، والإصابة بحالات مرضية تسبب الغثيان أو القيء، إلى زيادة تكرار التقلصات. أيضًا، تُساهم الأنشطة المجهدة والزائدة في هذه الفترة، بما في ذلك الجماع، في رفع احتمالية حدوث تقلصات الرحم.

علاج تقلصات الرحم في الشهر الثامن

يعاني بعض الناس من تقلصات مؤقتة تسمى براكستون هيكس، التي غالبًا ما تختفي من دون الحاجة لتدخل طبي. لزيادة الراحة خلال هذه الأوقات، هناك طرق مبسطة يمكن اللجوء إليها.

من المفيد جدًا الحرص على شرب كميات كافية من الماء والاعتماد على المشروبات العشبية التي تتناسب مع حالتك الصحية، بجانب تناول وجبات خفيفة قد يكون لها دور في الشعور بتحسن.

أحيانًا، قد يكون تبديل وضعيات الجسم من وقوف إلى جلوس أو حتى المشي لمسافات قصيرة، وسيلة ناجحة للتخلص من التوتر الناتج عن هذه التقلصات.

الحصول على قسط وافر من الراحة وتجنب الإرهاق الجسدي يسهم بشكل كبير في التقليل من شعورك بعدم الارتياح، كذلك الابتعاد عن مصادر التوتر والقلق قدر الإمكان داخل بيئتك اليومية.

لتهدئة الأعصاب والتخفيف من وطأة القلق، ينصح باتباع بعض الأساليب مثل الاستحمام بماء دافئ لمدة نصف ساعة، الاستماع إلى الموسيقى التي تبعث على الاسترخاء، أو حتى تلقي جلسات تدليك مفيدة. أيضًا، تمارين الاسترخاء وتقنيات التنفس العميق يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا في تخفيف تقلصات الرحم.

شكل الجنين في الشهر الثامن

في بداية الأسبوع الأول من الشهر الثامن للحمل، يكون حجم الجنين مشابهاً لحبة جوز الهند. في هذه المرحلة، يتكون الدهون تحت الجلد ويبدأ الشعر بالظهور. يتعلم الجنين أيضاً كيف يمص، بداية من إصبعه، مما يدل على بدايات قدرته على الرضاعة.

في الأسبوع الثاني، نلاحظ بداية نمو الأظافر وتقدم في نمو الرئتين. يكون الهيكل العظمي قد تشكل بالكامل، لكن العظام لا تزال طرية ومرنة للغاية.

تزداد حركة الجنين ويبدأ في استخدام حواسه مثل البصر. يختبر أيضاً نوم حركة العين السريعة العميقة. في هذه المرحلة، تكتمل عملية تخزين الدهون تحت الجلد، مما يجعل الجلد أقل احمراراً وتجعداً. تتصلب معظم العظام باستثناء الجمجمة، ويكون حجم الجنين قريباً من حجم فاكهة الأناناس في الأسبوع الثالث.

بنهاية الشهر الثامن، يكتمل نمو الرئتين وينضج الجهاز العصبي. الشعر والعيون مكتملان، والعيون قادرة على الاستجابة للضوء. في حالة الأجنة الذكور، تنزل الخصيتان إلى مكانهما النهائي.

وضعية الجنين في الشهر الثامن

في الشهر الثامن من فترة الحمل، يستعد الطفل عادةً للولادة بأن يكون رأسه في الأسفل، مما يسهل عملية الولادة للأم والطفل على حد سواء. تسمح هذه الوضعية بانتقال الطفل بكل سلاسة خلال عملية الولادة.

من المحتمل في بعض الأحيان أن يكون الطفل في وضعية معاكسة، بحيث يكون رأسه للأعلى، لكن هذا ليس مدعاة للقلق الكبير في هذه المرحلة، لأن الطفل لديه الفرصة لتغيير وضعه إلى الوضع الأمثل قبل الولادة.

خلال هذا المرحلة من الحمل، قد تلاحظ الأم زيادة في نشاط الجنين وحركاته داخل الرحم، مثل الركلات التي تعبر عن نموه وصحته. مع ذلك، قد يقل هذا النشاط تدريجيًا بمرور الوقت. يرجع ذلك إلى كبر حجم الجنين وانخفاض المساحة المتاحة له للحركة داخل الرحم. هذا التغيير في مستوى الحركة يعتبر جزء طبيعي من مراحل النمو في نهاية الحمل.

الشهر الثامن من الحمل والجماع

العلاقة الزوجية خلال فترة الحمل تعتبر آمنة عمومًا ويمكن الاستمرار بها حتى الشهر الثامن، شرط عدم وجود نصيحة طبية بالامتناع عنها. ومع ذلك، هناك بعض الظروف التي يُفضّل فيها تجنب العلاقة الحميمة، وهذه الحالات تتضمن:

– وجود مشكلات صحية تتعلق بعنق الرحم.
– في حال كانت المرأة حاملًا بأكثر من جنين.
– إذا كانت المشيمة في وضع غير طبيعي.
– للنساء اللواتي لديهن تاريخ من الولادات المبكرة.
– وجود حالات من النزيف المهبلي دون تحديد السبب.
– تسرب السائل الأمنيوسي من الرحم.

من الضروري كذلك تجنب ادخال أي شيء قد يؤدي إلى إدخال البكتيريا إلى المهبل، مثل السدادات القطنية، خصوصًا بعد تسرب السائل المحيط بالجنين.

نصائح للحامل في الشهر الثامن

خلال الشهر الثامن من الحمل، تستطيع السيدات الحوامل تجربة عدة أساليب لتخفيف الإزعاج الذي قد يظهر بهذا الوقت، ومنها:

– تطبيق تمارين الشهيق والزفير لتسهيل التنفس والشعور بالراحة أكثر.
– القيام بتمارين كيجل للمساعدة في تقوية عضلات الحوض، وهي مفيدة بشكل خاص للنساء اللواتي يعانين من زيادة التبول أو فقدان السيطرة على المثانة.
– مراقبة النظام الغذائي بتناول المزيد من الأطعمة الغنية بالألياف والسوائل للمساعدة في مكافحة الإمساك، مع الحرص على تجنب الأطعمة التي قد تسبب التهاب المعدة أو الحرقة، مثل الأطعمة الحارة أو الوجبات السريعة، بالإضافة إلى تفضيل الوجبات الخفيفة.
– اتخاذ وضعية النوم على الجانب الأيسر لتخفيف الضغط والألم في منطقة أسفل الظهر، مع إمكانية ثني الركبتين للحصول على راحة إضافية.
– تجنب الشعور بالقلق والتوتر قدر المستطاع، حيث إن هذه الحالات النفسية يمكن أن تؤثر سلبًا على الجنين.
– الحرص على رفع القدمين لأعلى من مستوى القلب لمدة تتراوح بين 15 دقيقة في كل مرة، من مرتين إلى ثلاث مرات يوميًا، في حال شعورك بانتفاخ القدمين.