تجربتي مع سحب البويضات

أود أن أشارك تجربتي مع سحب البويضات، وهي خطوة هامة في رحلة الإنجاب، خاصة لمن يخضعن لعمليات التلقيح الصناعي أو التخصيب في المختبر. تجربتي هذه لم تكن مجرد رحلة طبية، بل كانت رحلة مليئة بالتحديات والمشاعر المختلطة، ولكنها في النهاية كانت ملهمة ومفعمة بالأمل.

بدأت رحلتي مع سحب البويضات بعد عدة استشارات مع الطبيب المختص، حيث تم شرح كافة التفاصيل المتعلقة بالعملية، من الفحوصات الأولية وصولاً إلى مرحلة الاستعداد لعملية السحب. كان عليَّ أن أخضع لعدة جلسات من الحقن الهرموني لتحفيز المبايض على إنتاج عدة بويضات، وهو ما يُعد خطوة أساسية قبل عملية السحب. خلال هذه الفترة، كنت أخضع لمتابعة دقيقة عبر الفحوصات والأشعة الصوتية لمراقبة نمو البويضات وجودتها.

لحظة سحب البويضات كانت لحظة فارقة بالنسبة لي، حيث تم إجراء العملية تحت التخدير الخفيف، ولم أشعر بأي ألم خلال العملية التي لم تستغرق سوى بضع دقائق. كان الفريق الطبي محترفًا للغاية، حيث قاموا بتوفير كافة سبل الراحة والدعم النفسي قبل وأثناء وبعد العملية.

بعد السحب، كانت هناك فترة من الراحة والمتابعة لمراقبة أي آثار جانبية قد تنتج عن العملية، ولكن بفضل الله وبفضل العناية الطبية الممتازة، لم أواجه أي مشاكل تذكر. تم بعدها تقييم البويضات المستخرجة واختيار الأنسب منها للتخصيب في المختبر.

تجربتي مع سحب البويضات كانت تجربة ملهمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث تعلمت خلالها الكثير عن قوة الإرادة والأمل والصبر. كانت تجربة تؤكد أن التقدم الطبي قد وصل إلى مستويات مذهلة تسمح للعديد من الأزواج بتحقيق حلم الأبوة والأمومة. أود أن أشجع كل من تمر بتجربة مشابهة على الثقة بالعملية وبالفريق الطبي المعالج، وأن تحتفظ دائمًا بالأمل والإيجابية، فالنتائج الإيجابية تستحق كل لحظة من التحدي والصبر.

ما هي عملية سحب البويضات؟

في عملية جمع البويضات، يتم إخراج البويضات من المبيضين باستخدام أداة دقيقة مُعدة خصيصًا لهذا الغرض. تعد هذه الخطوة جزءاً أساسياً من عملية الإخصاب خارج الجسم، والتي تشمل أطفال الأنابيب والتلقيح داخل الأنابيب. تتطلب العملية إرشادات محددة ونصائح لضمان سيرها بسلاسة ونجاح.

الإجراءات قبل عدة أيام من سحب البويضات

عملية استعداد لجمع البويضات تستمر من 12 إلى 14 يومًا، وتتضمن المراحل التالية:

1. أولاً، يجري الفرد فحوصات هرمونية في اليومين الثاني والخامس من الدورة الشهرية لقياس مستوى الهرمونات. هذا يساعد في تحديد الطريقة المثلى لتحفيز المبايض.
2. ثانيًا، يبدأ الشخص بتناول أدوية وإبر معينة يوميًا بناءً على وصفة الطبيب، لزيادة نشاط المبايض وتشجيع نمو عدد أكبر من البويضات، بخلاف العادة التي تنتج بويضة واحدة فقط.
3. ثالثاً، يُجري فحوصات هرمونية وسونار لرصد وتتبع نمو البويضات وتطورها.
4. أخيرًا، عندما تصل البويضات للحجم المطلوب، يُعلمك الطبيب بأن الوقت قد حان لتلقي الإبرة التفجيرية، والتي تُعطى في العضل، وبعدها بـ34 إلى 36 ساعة يُحدد موعد عملية جمع البويضات.

مهم جدًا التواصل المستمر مع الطبيب واتباع تعليماته بدقة لأن خطوات العملية قد تختلف بناءً على نوع العلاج وتوصيات فريق الرعاية الصحية لضمان الوصول لأفضل النتائج.

كيف تتم عملية سحب البويضات؟

سحب البويضات عملية تستغرق من ١٥ إلى ٣٠ دقيقة، وتتم بالخطوات التالية:

1. تبدأ العملية بتخديرك من قِبل الطبيب لضمان عدم شعورك بأي ألم. يستخدم الطبيب إما التخدير العام أو التخدير الوريدي لتضمنين عدم الإحساس بأي إزعاج خلال العملية. هذا الإجراء ضروري للحفاظ على سلامتك ولتجنب أي حركة قد تؤثر على نجاح العملية.

2. يُدخل الطبيب إبرة موصولة بجهاز شفط نحيف عبر المهبل متجهة إلى المبيضين باستخدام تقنية الألتراساوند لتوجيه الإبرة بدقة دون الحاجة إلى إحداث أي شقوق أو جروح في الجسم.

3. يتم سحب البويضات بواسطة الطبيب واحدة تلو الأخرى. عادة ما يسحب الطبيب بين 8 إلى 12 بويضة، لكن هذا يعتمد على عدّة عوامل مثل العمر وخصوبة المبايض.

4. بعد سحبها، يتم وضع البويضات في أنابيب اختبار مُعلمة باسمك ونقلها إلى المختبر لفحصها وتحضيرها بناءً على الغرض من العملية.

5. بمجرد انتهاء العملية، يتم إزالة الإبرة، ويقوم الطبيب بفحص منطقة المهبل والمبيضين لعلاج أي نزيف قد يكون حدث خلال سحب البويضات.

في حال كانت المرأة غير متزوجة أو إذا كانت هناك مشكلات طبية تحول دون سحب البويضات عبر المهبل، يمكن إجراء العملية عن طريق عمل 2 إلى 3 شقوق صغيرة في البطن بقياس 5 إلى 10 ملم.

ما هي أعراض وعلامات انخفاض مخزون البويضات؟

عادة، قد لا تظهر علامات واضحة تدل على انخفاض عدد البويضات عند النساء. لكن، هناك بعض الإشارات التي يمكن أن تدل على قلة البويضات المتاحة للإنجاب، وهذه تشمل:

– صعوبات في الحمل، مثل تأخر الحمل أو مواجهة مشكلات العقم.
– حدوث تغييرات في الدورة الشهرية، مثلاً تأخرها أو توقفها.
– قصر مدة الدورة الشهرية عما هو معتاد.
– خوض تجارب مع دورات شهرية أكثر حدة وشدة.
– الإجهاض، والذي قد يكون نتيجة لضعف جودة البويضات المتوفرة.

هذه المؤشرات قد تساعد في الكشف المبكر لمشكلات الخصوبة وتشجع على طلب المشورة والدعم الطبي.

ما الذي يحدث بعد عملية سحب البويضات؟

بعد إجراء الجراحة، سيُنقل المريض إلى غرفة استراحة حيث يحتاج بعض الوقت، من 5 إلى 10 دقائق، ليبدأ في الاستيقاظ من تأثير التخدير. قد تستغرق العملية لزوال تأثيرات التخدير بالكامل ساعات عدة. خلال هذه الفترة، قد يواجه المريض بعض الأعراض مثل:

– الشعور بالدوار أو الغثيان، وفي هذه الحالة، قد يقدم الطبيب علاجًا عن طريق الوريد.
– شعور بتقلصات في منطقة البطن، وهو أمر متوقع ولا يستدعي القلق.
– الإحساس بالألم، حيث سيتم تقديم العلاج المناسب للتحكم به.

بعد الخضوع للجراحة، من المهم اتباع توجيهات بسيطة لتسهيل الشفاء:

– بدء تناول الطعام الصحي بشكل تدريجي، والبدء بالوجبات الخفيفة.
– أخذ فترات من الراحة والاسترخاء.
– تجنب الأنشطة التي تتطلب مجهود بدني كبير.
– الاستشارة الطبية قبل تناول أي دواء جديد.
– الانتظار 24 ساعة قبل قيادة السيارة.
– اتباع تعليمات الطبيب حول العلاج الهرموني إذا تم وصفه.

من المهم أيضًا مراقبة حالة المريض بعد الجراحة عبر:

– التأكد من استقرار مؤشرات الحيوية.
– مراقبة أي دلائل للنزيف.
– التحقق من قدرة المريض على تناول الطعام دون مشكلة.
– ملاحظة إذا ما كان المريض قادرًا على استخدام الحمام في غضون 8 إلى 10 ساعات بعد الجراحة.
– الانتباه لأي ألم مستمر.
– مراقبة أي ارتفاع في درجة حرارة الجسم.

ما هي الأدوية التي تُؤخذ بعد سحب البويضات؟

بعد عملية استخراج البويضات، يرشدك الطبيب إلى مجموعة من الأدوية لضمان سلامتك وتحسين نتائج العملية، وهذه الأدوية تشمل:

– أدوية خاصة بتخفيف الشعور بالغثيان أو التخلص من انتفاخات البطن، في حال كانت هناك حاجة لذلك.
– علاجات تحتوي على مضادات حيوية وأخرى لمكافحة الالتهابات، للوقاية من أي التهابات أو عدوى قد تحدث بعد الإجراء.
– فيتامينات معينة وأدوية تعمل على تنظيم وتحفيز الهرمونات لجعل الجسم أكثر استعداداً للحمل، خاصةً عند اللجوء إلى زراعة الأجنة كطريقة للإنجاب.
– في بعض الأحيان، قد ينصح الطبيب باستخدام أدوية تساعد على تحسين سيولة الدم، سواء عن طريق الفم أو عبر الحقن.

كل هذه الأدوية تأتي لتساعد في تحقيق أفضل النتائج وللحفاظ على الصحة العامة خلال مرحلة ما بعد العملية.