تجربتي مع رجيم فصيلة الدم

أود أن أشارك تجربتي مع رجيم فصيلة الدم، وهو نظام غذائي يعتمد على فكرة أن لكل فصيلة دم نظام غذائي مخصص يتناسب مع خصائصها البيولوجية والوراثية. بدأت هذا الرجيم بعد قراءة العديد من الدراسات والأبحاث التي تدعم هذه الفكرة، وكانت النتائج مذهلة بالنسبة لي.

تعتمد فكرة رجيم فصيلة الدم على أن كل فصيلة دم (A، B، AB، O) لها أطعمة مفضلة وأطعمة يجب تجنبها لتحقيق أقصى استفادة من النظام الغذائي وتجنب المشكلات الصحية. بالنسبة لي، وجدت أن الالتزام بالأطعمة الموصى بها لفصيلة دمي قد ساعدني ليس فقط في فقدان الوزن بشكل صحي ومستدام، ولكن أيضًا في تحسين الحالة العامة لصحتي وزيادة مستويات الطاقة لدي.

خلال تجربتي، اتبعت الإرشادات الخاصة بفصيلة دمي بدقة، والتي شملت تجنب بعض الأطعمة التي كانت تسبب لي مشكلات صحية دون أن أدرك ذلك قبل بدء الرجيم. كما أنني اكتشفت أطعمة جديدة كانت مفيدة لصحتي وبدأت بدمجها في نظامي الغذائي اليومي.

من المهم التأكيد على أن رجيم فصيلة الدم قد لا يكون مناسبًا للجميع، ويجب استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية قبل البدء به لضمان أنه الخيار الأنسب لحالتك الصحية واحتياجاتك الغذائية. بالنسبة لي، كانت هذه التجربة بمثابة رحلة استكشافية لفهم جسدي واحتياجاته بشكل أعمق، وقد ساهمت بشكل كبير في تحسين نوعية حياتي.

في الختام، يمكنني القول إن تجربتي مع رجيم فصيلة الدم كانت إيجابية للغاية، وأوصي بأن يتم النظر فيها كخيار لمن يبحثون عن نهج مخصص للتغذية وفقدان الوزن، مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية الاستشارة الطبية المسبقة.

ما هو رجيم فصائل الدم

في عام 1996، قدم الطبيب بيتر دي أدامو، المتخصص في العلاج بالأساليب الطبيعية، طريقة جديدة لفقدان الوزن وتحسين الصحة عبر نظام غذائي يعتمد على نوع الدم لكل شخص. هذا النظام يسهل على الأشخاص التخلص من الوزن الزائد والحفاظ على صحة أفضل والوقاية من مختلف الأمراض.

وفقاً لدراسات بيتر، يوجد تفاعل كيميائي بين الأطعمة ونوع الدم، ما يعني أن نظاماً غذائياً مصمماً خصيصاً وفقاً لنوع الدم سيساعد الجسم على هضم الطعام بشكل أكثر كفاءة، ما يؤدي إلى خفض الوزن، زيادة مستويات الطاقة، وتعزيز القدرة على مقاومة والوقاية من الأمراض.

هذا النظام الغذائي الذي يرتكز على نظرية فصائل الدم، قد لقي تجاوباً من العديد من الأفراد الذين شهدوا نتائج إيجابية، مشيرين إلى تحسن ملحوظ في حياتهم الصحية واليومية. على الرغم من التأييد الذي شهدته هذه الطريقة، إلا أن الآراء العلمية والطبية حولها متباينة ولا يزال يتم بحث فاعليتها بعمق أكبر.

رجيم فصائل الدم

كتب الدكتور بيتر دي أدامو مؤلفًا حول كيفية اختيار الغذاء الصحيح بناءً على فصيلة الدم، والذي لاقى رواجًا واسعًا وبيعت منه ملايين النسخ. يرى الدكتور أن الاختيارات الغذائية المثلى تختلف باختلاف فصائل الدم، مؤكدًا على ضرورة اتباع نظام غذائي خاص بها.

يشير الكتاب إلى أن الناس حسب فصيلة دمهم يشتركون في خصائص معينة واستجابات جسدية مشتركة تجاه المرض، موصيًا بتناول طعام خاص وتجنب أطعمة أخرى بناءً على هذا الأساس.

بالنسبة لفصيلة الدم A، يُنصح بنظام غذائي يعتمد بشكل رئيسي على النباتات بعيدًا عن اللحوم الحمراء، مع التركيز على الخضروات، الفواكه، الحبوب، والبقوليات، ويُفضل أن تكون منتجات طبيعية وعضوية بسبب حساسية جهازهم المناعي، مع تحذير من مخاطر مرتفعة للإصابة ببعض الأمراض.

لأصحاب فصيلة الدم B، يُسمّى نظامهم الغذائي بنظام البدوي، ويمكنهم تناول الخضار وأغلب أنواع اللحوم باستثناء الدجاج ولحم الخنزير، بالإضافة إلى الألبان. يجب عليهم تفادي تناول الذرة، القمح، وبعض البقوليات والمكسرات، مع تشجيع على تناول الخضار ومشتقات الألبان قليلة الدهون.

أما فصيلة الدم AB فنظامهم الغذائي يمزج بين خصائص فصائل A وB، حيث يُفضّل تناول التوفو، الأطعمة البحرية، بعض مشتقات الألبان، والخضروات الخضراء. يُنصح بتجنب الفاصوليا، الذرة، بعض اللحوم والمشروبات مثل الكافيين والكحول.

لفصيلة الدم O، يوصى بنظام غذائي غني بالبروتين يشمل اللحوم، الدواجن، الأسماك، إلى جانب بعض الخضروات والفواكه، مع تقليل البقوليات ومشتقات الألبان. يُقترح أيضًا تناول مكملات غذائية لتخفيف مشاكل الهضم، مع التنويه أنهم قد يكونون أكثر عرضة لبعض الأمراض.

هل توجد أدلّة علمية تثبت فوائد ريجيم فصيلة الدم

لم يُثبت العلم بشكلٍ دقيق فعالية رجيم فصيلة الدم، والمعلومات المتداولة ليست من مصادر طبية موثوقة. توجد دراستان مهمتان تنظران في الموضوع. الأولى، نُشرت في “مجلة الجمعية الأمريكية للتغذية السريرية” في 2013، تُظهر عدم وجود أدلة علمية تؤكد فوائد الرجيم حسب فصيلة الدم. الثانية، ظهرت في “مجلة PLoS One” في 2014، تبين وجود تحسينات في عوامل خطر أمراض القلب لدى المتبعين للرجيم، ولكن هذه التحسينات ليست مرتبطة بفصيلة الدم.

يعتمد رجيم فصيلة الدم على فكرة أن الفصيلة تؤثر على قدرة الفرد في هضم أنواع معينة من الطعام، ويُفترض أن اتباعه يحسن الهضم، يساعد في الحفاظ على وزن صحي، يزيد مستويات الطاقة، ويقلل خطر الإصابة بأمراض معينة مثل أمراض القلب والسرطان. إلا أنه لا توجد أدلة علمية كافية تدعم هذه الفوائد.

بعض الأفراد يشهدون تحسنًا في صحتهم عند اتباع هذا الرجيم، لكن يبدو أن السبب يعود لتحسين العادات الغذائية كاختيارات أغذية أكثر صحية وليس بسبب فصيلة الدم. رجيم فصيلة الدم يتميز بتجنب الأطعمة المصنعة وغير الصحية، الأمر الذي قد يفسر النتائج الإيجابية التي يحققها بعض الأشخاص.

لاحظ أن التغذية الصحية والمتوازنة، التي تشتمل على زيادة تناول الخضروات والفواكه، اعتماد الحبوب الكاملة ومنتجات الألبان قليلة الدسم، وتقليل استهلاك اللحوم الحمراء والمُعالجة، تُعد من أفضل الطرق للحفاظ على صحة جيدة دون الحاجة لرجيم محدد بناءً على فصيلة الدم.

سلبيات وإيجابيات اتباع رجيم فصيلة الدم

الإيجابيات

يشجع نظام غذائي مبني على فصيلة الدم على استهلاك الأغذية الطازجة والكاملة، مع تجنّب الأصناف المُعالجة والمصنّعة. هذا يميزه بكونه خياراً صحياً مقارنةً بالاعتماد على الوجبات السريعة أو خيارات الوجبات البديلة. ومع ذلك، فإن هذا النظام الغذائي يقوم بإقصاء بعض الأطعمة التي تعتبر أساسية للحفاظ على صحة الجسم.

[١] السلبيات

تظهر مجموعة من السلبيات مع اتباع نظام غذائي يعتمد على فصيلة الدم، منها:
– التقييد الشديد في اختيار الطعام يتنافى مع تفضيلات الأشخاص المختلفة. فمثلاً، شخص يعشق اللحوم والبطاطس قد يجد نفسه مضطراً لتجنبها إذا كانت فصيلة دمه تدعو إلى اتباع نظام غذائي نباتي. هذا النوع من الأنظمة قد لا يتناسب مع الجميع، خصوصاً مع وجود توجيهات محددة لاستخدام أنواع معينة من التوابل والبهارات، أو عند الحاجة لتجنب الغلوتين، حيث لا يركز النظام على مثل هذه التفاصيل الدقيقة.
– عدم الأخذ بالحسبان الحالات الصحية المعقدة. التوصيات الغذائية لفصيلة الدم لا تأخذ في الاعتبار الأمراض التي قد يعاني منها الشخص، مثل مرض السكري، حيث قد يتعارض النظام مع الإرشادات الطبية العامة التي تنص على الاعتدال وتنوع الغذاء. جمعيات مرموقة مثل جمعية القلب الأمريكية تشدد على ضرورة اتباع نظام غذائي متوازن، لا يستثني أياً من المجموعات الغذائية الأساسية، وهو ما قد لا يتوافق مع نظام فصيلة الدم.
– الخطر على التوازن الغذائي وصحة الجسم، خاصة مع النظم التي تتطلب استهلاك كميات عالية من البروتين واللحوم الحمراء مثل النوع O، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب وبعض أنواع السرطان. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي الابتعاد عن منتجات الألبان والاعتماد على المكملات الغذائية للكالسيوم إلى عدم حصول الجسم على ما يكفي من الفيتامينات والمعادن، مما يشير إلى أن التزام طويل الأمد بمثل هذه الحميات قد ينطوي على مخاطر صحية.