من جربت رجيم دشتي

أود أن أشارك تجربتي مع رجيم دشتي، وهو نظام غذائي يعتمد بشكل أساسي على تقليل الكربوهيدرات وزيادة الدهون، مع الحفاظ على كمية معتدلة من البروتين. كانت بدايتي مع هذا النظام نتيجة لبحث طويل عن طريقة فعالة وصحية لخسارة الوزن دون الشعور بالحرمان أو التأثير سلبًا على صحتي. لقد كانت الخطوة الأولى في هذه الرحلة هي فهم مبادئ رجيم دشتي وآلية عمله، وكيف يمكنني تطبيقه بما يتناسب مع احتياجات جسمي ونمط حياتي.

خلال الأسابيع الأولى، واجهت بعض التحديات في التأقلم مع التغييرات الجديدة في نظامي الغذائي، خاصة فيما يتعلق بتقليل الكربوهيدرات بشكل كبير. لكن مع مرور الوقت، بدأت ألاحظ تحسنًا ملحوظًا في مستويات الطاقة لدي، وبدأ وزني ينخفض بطريقة صحية ومستدامة. كما أدى اتباع رجيم دشتي إلى تحسين العديد من المؤشرات الصحية لدي، مثل مستويات السكر في الدم وضغط الدم ومستويات الكوليسترول.

من أهم العوامل التي ساعدتني في الاستمرارية والنجاح في هذا النظام هي التخطيط المسبق لوجباتي والتأكد من توافر الخيارات الصحية في متناول يدي. كما أن تنوع الأطعمة المسموح بها في رجيم دشتي ساعدني على عدم الشعور بالملل أو الحرمان. وقد كان للدعم الذي تلقيته من المجتمعات والمنتديات التي تتبع نفس النظام دور كبير في تشجيعي وإلهامي للمضي قدمًا.

في ختام تجربتي، أود أن أؤكد على أهمية استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية قبل البدء بأي نظام غذائي جديد، خاصة إذا كانت لديك حالات صحية معينة. رجيم دشتي ليس مجرد نظام لخسارة الوزن، بل هو أسلوب حياة يعزز الصحة العامة والرفاهية. وقد كانت تجربتي معه ملهمة ومغيرة للحياة، وأنا ممتن لكل التغييرات الإيجابية التي جلبها لي.

ما هو رجيم دشتي؟

سُمّي نظام دشتي الغذائي أحيانًا باسم رجيم أتكنز. هذه الطريقة في التغذية كانت معروفة في البداية بسبب محتواها العالي من الدهون المشبعة، ولم تكن مدعومة نظرًا لقلة الأبحاث المتعلقة بها. مع مرور الزمن، أصبح هذا النظام أكثر شيوعًا وأظهرت الاستكشافات العلمية الأحدث كفاءته في إنقاص الوزن وتعزيز صحة الجسم. يعتمد هذا النظام على الحد من تناول الكربوهيدرات بينما يزيد من استهلاك البروتينات والدهون. هذه الممارسة تشجع الجسم على استخدام الدهون المُخزنة كمصدر للطاقة بديلاً عن الكربوهيدرات. ميزة أخرى لهذا النظام هي أنه لا يتطلب من الشخص حساب السعرات الحرارية المستهلكة طالما تُجنب الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات. الزيادة في تناول البروتين تساعد في تقليل الشهية، مما يقلل من كمية السعرات الحرارية المُستهلكة ويساهم في فقدان الوزن بفعالية.

تعليمات رجيم دشتي

لتحقيق أفضل النتائج من هذه الخطة الغذائية، يتعين عليك التخلي تمامًا عن تناول السكر والمواد النشوية بكافة صورها لمدة أسبوع إلى اثنين. في حال كنت ترغب في إضافة القليل من الكربوهيدرات إلى نظامك الغذائي، لا يجب أن تتجاوز كميتها عشرين جرامًا في اليوم، وهذا يشمل الأطعمة مثل الأرز والمعكرونة والبطاطا والخبز، بالإضافة إلى بعض أنواع السكر والفواكه.

فيما يتعلق بالإرشاد الثاني، ينبغي الاهتمام بتناول البروتين سواء كان مصدره حيوانيًا كاللحوم والألبان ومشتقاتها، أو نباتيًا كالبقوليات والخضروات. هذا التوجه لا يؤدي إلى زيادة مستويات الكوليسترول في الدم أو تفاقم أي أمراض.

الآثار الجانبية لرجيم دشتي

باتباع رجيم دشتي، يسعى الكثيرون لتقليل الوزن بسرعة، ولكن يوجد العديد من الآثار الجانبية المحتملة لهذا النظام الغذائي. أولاً، هذا الرجيم لا يوفر توازناً كافياً لأنه يغفل عدة مجموعات غذائية ضرورية لصحة الجسم. ثانياً، يُعتبر فقيراً بالألياف ويستثني الحبوب الكاملة، مما قد يؤدي إلى مشاكل في الهضم مثل الإمساك.

من الملاحظات الأخرى أن هذه الحمية تحتوي على نسبة مرتفعة من الدهون والكولسترول، مما يزيد من مخاطر إصابة القلب والشرايين بأمراض مختلفة. كما أنها تشجع على تناول البروتين بكثرة، ما يمكن أن يضغط الكلى ويعرضها لخطر المشكلات عند استخدام الرجيم لفترة طويلة.

إضافة إلى ذلك، الخسارة السريعة للوزن قد تؤدي إلى مشكلات مثل زيادة الوزن مرة أخرى بشكل سريع. كذلك يمكن أن يحدث اضطراب الرائحة في الفم نظرًا لارتفاع مستويات الأجسام الكيتونية الناتجة عن اعتماد الجسم على البروتين كمصدر رئيسي للطاقة. ومن الممكن أن يؤدي نقص الكربوهيدرات والنشويات في النظام الغذائي إلى مشاعر الاكتئاب والتوتر لأن هذه المواد تُساعد في إفراز هرمون السعادة.

يُعتبر رجيم دشتي خياراً قد يضع الفرد أمام مخاطر صحية متعددة بما في ذلك زيادة احتمالية الإصابة ببعض أنواع السرطان مثل سرطان الثدي، مما يتطلب الحذر والتفكير المعمق قبل البدء به.

فوائد رجيم دشتي

ابتكر حسين دشتي، الطبيب الجراح الكويتي، نظامًا غذائيًا مستلهمًا من رجيم اتكنز الذي أسسه روبرت اتكنز في العام 1972. يتميز هذا النظام، المعروف باسم رجيم دشتي، بزيادة استهلاك البروتين سواء من المصادر الحيوانية أو النباتية، مع تخفيف نسبة الكربوهيدرات والنشويات في الغذاء.

يُعرف هذا الرجيم بفاعليته في تخفيف الوزن بشكل ملحوظ، حيث يمكنه أن يساعد في فقدان ما يقارب الستة كيلوغرامات خلال أسبوع، أي بمعدل تقريبي للكيلوغرام الواحد يوميًا. كما أنه يعمل على تقليل تجمع الدهون خصوصًا في مناطق الأرداف والبطن. يعد هذا النظام آمنًا وغير ضارًا، على الرغم من كونه يقدم نتائج سريعة في مجال فقدان الوزن.

مراحل رجيم دشتي

في الأسبوعين الأولين من برنامج دشتي الغذائي، يركز النظام على تقليل الوزن من خلال التقليل من تناول الدهون ومنع الكربوهيدرات والسكريات تمامًا، حيث يُسمح فقط بتناول عشرين غرامًا من الكربوهيدرات يوميًا. ومن المهم مراعاة أن هذا التقييد قد لا يناسب الجميع، خصوصًا مرضى الكبد والنساء الحوامل والأطفال دون سن الثانية عشر.

في المرحلة الثانية، يُعاد تقديم الكربوهيدرات بشكل تدريجي، حيث يبدأ الأسبوع الأول بخمسة وعشرين غرامًا يوميًا، ويزداد الكمية تدريجيًا إلى ثلاثين غرامًا في الأسبوع التالي. تستمر هذه المرحلة لعدة أسابيع أو أشهر حتى يقترب الشخص من الوزن المثالي المرجو.

بعد ذلك، في المرحلة الثالثة، حيث يكون الفرد قريبًا من تحقيق هدفه الوزني، يُصبح التحدي الرئيسي هو الحفاظ على الوزن المكتسب وعدم استعادة الكيلوغرامات المفقودة. هذه المرحلة تتطلب تخطيطًا دقيقًا والتزامًا قويًا.

أخيرًا، المرحلة الرابعة تتمثل في الحفاظ على الوزن المثالي حيث يشعر الفرد بتحسن كبير في النشاط والحيوية. يُنصح بمتابعة التغذية الصحية وتجنب الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية والدهون المفرطة لضمان تثبيت الوزن المحقق بشكل مستدام.

الحالات التي يجب عليها تجنب رجيم دشتي

هناك بعض الفئات التي ينصح بأن تبتعد عن اتباع رجيم دشتي، وذلك نظرًا لظروفها الصحية الخاصة:

1. النساء الحوامل، حيث يحتاجن إلى تغذية متوازنة تدعم صحة الأم والجنين.
2. النساء خلال فترة الرضاعة الطبيعية، لأهمية التغذية الكافية لإنتاج الحليب.
3. الأطفال في مراحل النمو، إذ يتطلبون تغذية متنوعة تساعد على تطورهم البدني والعقلي.
4. الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري، الضغط العالي، وارتفاع الكوليسترول، حيث يحتمل أن يؤثر هذا النظام الغذائي سلبًا على حالتهم الصحية.
5. المرضى الذين يعانون من مشكلات في الكلى أو الكبد، لأن هذا النظام قد يزيد من العبء على هذه الأعضاء.
6. الأشخاص الذين يواجهون صعوبات في الهضم مثل الإمساك المزمن أو قصور الأمعاء.
7. الذين يعانون من مرض النقرس، حيث قد تتفاقم أعراضهم بسبب تغييرات في مستويات حمض اليوريك في الجسم أثناء اتباع هذا الرجيم.

الأطعمة المسموحة والممنوعة في رجيم دشتي

في نظام دشتي الغذائي، تتنوع الأطعمة التي يسمح بتناولها تبعًا لكل مرحلة من مراحل النظام. وإليكم بيان بأنواع الأغذية الموصى بها وتلك التي يجب تجنبها:

أولًا، الأطعمة التي يجب الابتعاد عنها خلال جميع المراحل تشمل:
– المشروبات المحلاة مثل الصودا وعصائر الفواكه، بالإضافة إلى الحلويات بأنواعها، مثل الكيك والبوظة.
– الأطعمة التي تحتوي على دهون منخفضة لأنها غالبًا ما تكون معززة بالسكريات، مثل الزبادي الممزوج بالفواكه.
– المنتجات المعتمدة على الحبوا المعالجة كالأرز الأبيض والخبز الأبيض.

أما في المرحلة الأولى فتزداد القيود لتشمل:
– الخضار الغنية بالنشويات مثل البطاطا والذرة.
– الفواكه ذات المحتوى العالي من الكربوهيدرات مثل الموز، التفاح، العنب والبرتقال.
– الحبوب الكاملة ومشتقاتها مثل الخبز من دقيق القمح الكامل، الأرز البني، والمعكرونة الكاملة.
– البقوليات مثل العدس، الحمص والفاصولياء.

بالمقابل، الأطعمة المسموح بها تضم:
– اللحوم بأنواعها، الدواجن، والأسماك.
– البيض الذي يعد مصدراً جيداً للبروتين.
– الخضراوات قليلة النشا مثل الخضراوات الورقية، البروكلي، والهليون.
– مصادر الدهون الصحية التي تشمل زيت الزيتون، الأفوكادو، والزيتون.

الالتزام بهذه التوجيهات يسهل الوصول إلى الأهداف المرجوة من الرجيم بفعالية.