تم النشر اليوم 2024/06/11 | سيرة عبد الحميد بن باديس .. 7 من ملامح حياة المجاهد المفكر

وفاة عبد الحميد بن باديس

توفي عبد الحميد بن باديس في مسقط رأسه مدينة قسنطينة الجزائرية بعد مرضه المفاجئ، وقد توفي سريعاً بعد مرضه في السادس عشر من إبريل عام 1940م، وقد أقيمت له جنازة شعبية تاريخية، حيث شارك جميع أهالي المدينة في الجنازة وجاءت وفوداً من جميع أنحاء الجزائر للمشاركة في العزاء.

عبد الحميد بن باديس أحد الشخصيات التاريخية الجزائرية الجليلة والذي كان له دوراً كبيراً في جهاد الفرنسيين خاصة في مضمار العلم والثقافة العربية والإسلامية للحفاظ على الهوية الإسلامية في هذا البلد.

جهاده العلمي ضد الاحتلال الفرنسي للجزائر

لم يكن عبد الحميد بن باديس شخصية علمية عادية، بل ربط علمه الشرعي بالجزائر وما تعانيه في ظل الإحتلال الفرنسي، فلم يكن الاحتلال فقط عسكرياً أو سياسياً بل كان غزواً فكرياً وثقافياً ولغوياً.
فقد قام المحتلون بمحو جميع الثقافة العربية الإسلامية من أرض الجزائر، وجعلوا اللغة الفرنسية هي اللغة الرسمية للبلاد، ونشروا الثقافة الفرنسية على حساب الثقافة العربية الإسلامية لبناء جيل يرتبط بالاحتلال وبفرنسا، مما جعل عبد الحميد بن باديس يبدأ حركته العلمية الموّجهة ضد الاحتلال وثقافته.
اتفق عبد الحميد بن باديس مع البشير الإبراهيمي في المدينة المنوّرة أنهما سيواجها معاً حركة التغريب الفرنسية في الجزائر عندما يرجعا إلى البلاد، وبالفعل بدأ عبد الحميد بن باديس مشروعه العلمي الشرعي الكبير في البداية من المسجد الجامع في مدينة قسنطينة وانتقل بعدها إلى المسجد الأخضر، وكانت دروسه علمية وفكرية موجهة ضد الاحتلال وقد كان عدد تلاميذه في البداية قليلون ثم سرعان ما زادت الأعداد، وقد كانت نواة فعلية للحركة العلمية الجزائرية التي قادت لواء الثقافة العربية الإسلامية خلال السنوات التالية
مقالات مشابهة
7 نظريات عن التحليل النفسي قام بها فرويد7 نظريات عن التحليل النفسي قام بها فرويد
4 من أروع التصميمات المعمارية لزها حديد4 من أروع التصميمات المعمارية لزها حديد
20 معلومة عن فريدا كاهلو20 معلومة عن فريدا كاهلو
3 معلومات عن الوليد بن المغيرة3 معلومات عن الوليد بن المغيرة

ابن باديس والجهاد ضد المحتل الفرنسي

كانت تلك الأعمال جميعها يهدف بها الجهاد ضد الفرنسيين، فقد كان من عائلة ثرية وقد أنفق أموالاً طائلة في سبيل الجهاد ضد المحتل الفرنسي، كما أنه جمع العلماء في اجتماع قبل وفاته وأوصاهم بأن يكونوا لهم دور في الجهاد المستقبلي ضد فرنسا وكأنه كان يرى المستقبل، لأنه لم يمر عشرين عاماً من وفاته وبدأت غمار الثورة الجزائرية المسلحة ضد الفرنسيين والذي كان العلماء ضلعاً أصيلاً فيها.

رحلة علم الشيخ عبد الحميد بن باديس

لم يكتف الشاب عبد الحميد بن باديس برحلة العلم القصيرة التي تلقاها في الجزائر، فقرر السفر للخارج من أجل تلقي العلوم الشرعية، حيث سافر غلى تونس حيث درس العلم في جامع الزيتونة في عام 1908م على يد العلامة الشيخ محمد النخلي والشيخ الطاهر بن عاشور ومكث أربعة أعوام في تونس تلقى فيها علومه وكان واسع الإطلاع والعلم خلال تلك المرحلة.

بعدها توجه في عام 1913م إلى أرض الحجاز من أجل فريضة الحج، وتعرف خلال رحلته في الحجاز خاصة في المدينة المنوّرة على الشيخ محمد البشير الإبراهيمي ثم انتقل من المدينة إلى سوريا ثم لبنان ثم سافر إلى مصر والتقى بمجموعة من العلماء على رأسهم الشيخ محمد بخيت المطيعي، ثم مكث حيناً في مصر قبل أن يرجع مرة أخرى إلى الجزائر.

عبد الحميد بن باديس

عبد الحميد بن باديس هو أحد المجاهدين الجزائريين الذين وقفوا ضد الاحتلال الفرنسي للجزائر، صحيح أن جهاده ليس بالسلام ولكن كان بالفكر والثقافة الإسلامية التي حاول نشرها والتي كانت إحدى أهداف الاحتلال الفرنسي الذي عمل على محوها من نفوس الجزائريين طوال سنوات الاحتلال، فقد كان رجلاً مجاهداً خيراً، سنتعرف على سيرته العطرة وملامح حياته من خلال هذا المقال.

ابن باديس والسياسة في ظل الاحتلال الفرنسي

لم يمنعه جهاده الفكري والعلمي من المشاركة السياسية ضد الاحتلال الفرنسي، فقد كتب العديد من المقالات التي تشجع العلماء في الدخول مضمار السياسة، وقد نجح بعد حملة فكرية كبيرة أن يجمع الأحزاب الجزائرية والاتجاهات السياسية الفكرية في البلاد في مؤتمر واحد ليكونوا تحت منصة واحدة فكرية ضد الاحتلال.
وقد وصل به هذه الحال بأنه اصبح شهيراً بالأفكار الإصلاحية التي تجعل العلماء في مصاف المشاركين في مضمار الأحزاب السياسية، فلا يمنع الفكر الإسلامي العلماء الشرعيون ورجال الدين من دخول السياسة بل على العكس فإن وجودهم ضروري من أجل الكفاح والجهاد ضد المحتل الفرنسي.

عبد الحميد بن باديس والصحافة

اتجه عبد الحميد بن باديس في مشروعه من المساجد إلى الصحافة، فقد أهتم بالصحافة وإصدار بعض الصحف باللغة العربية ليقرأها الجزائريون بدلاً من الصحف الفرنسية المنشورة في الجزائر والتي كانت تعتبر هي الصحف الوحيدة، وقد جعل ابن باديس صحيفة المنتقد في عام 1925م منبراً فكرياً ثقافياً مدافعاً عن اللغة والثقافة العربية، وأحدثت هزة عنيفة في فكر الشباب الجزائري آنذاك تسحب البساط رويداً رويداً من الصحف والمجلات الصادرة باللغة الفرنسية.

مقالات مشابهة

7 نظريات عن التحليل النفسي قام بها فرويد7 نظريات عن التحليل النفسي قام بها فرويد
4 من أروع التصميمات المعمارية لزها حديد4 من أروع التصميمات المعمارية لزها حديد
20 معلومة عن فريدا كاهلو20 معلومة عن فريدا كاهلو
3 معلومات عن الوليد بن المغيرة3 معلومات عن الوليد بن المغيرة

من هو عبد الحميد بن باديس

هو عبد الحميد بن محمد بن مكي بن باديس وهو جزائري ولد في الرابع من ديسمبر عام 1889م في مدينة قسنطينة الجزائرية، وكان من عائلة كريمة النسب والشرف، فقد كانت عائلته تمتاز بالعلم والثراء وقد ساعد على نشأته الصحيحة ما بين العلوم والآداب الإسلامية وهو ما أثر في حياته، حيث درس العلوم الشرعية واللغة العربية وحفظ القرآن الكريم وهو في المرحلة الابتدائية على يد الشيخ حمدان الونيسي وهو في سن الثالثة عشرة من عمره وقد أم المصلين في صلاة التراويح في رمضان وهو في سن صغيرة، مما جعله خطيباً مفوّهاً وشاباً نابغاً في العلوم الشرعية.