تم النشر اليوم 2024/06/15 | مراحل تشكل العالم الإسلامي .. 7 مراحل تاريخية شكلّت عالم المسلمين اليوم

7 مراحل رئيسية شكّلت عالم المسلمين اليوم

إن تاريخ الإسلام به من العبر الكثير، حيث بداية الدعوة الإسلامية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم الذي نشر الإسلام ودعا إلى عبادة الله الواحد الأحد الفرد الصمد، ثم دخول بعض الناس من قريش في هذه الدعوة، ثم ما لاقوه من معاناة وأهوال طوال 13 عاماً قضاها رسول الله في الدعوة لعبادة الله، ثم هجرته للمدينة المنوّرة وتكوينهم دولة ومجتمع إسلامي يحاول الحفاظ على نفسه في وسط ظلام وجهل دامس في الجزيرة العربية وضد أحلاف قبلية تقودها قريش للقضاء على الإسلام، ولكن الله نصر رسوله الكريم على أعدائه وانتشر الإسلام في أرجاء الجزيرة العربية بعد سلسلة من الغزوات والانتصارات التي جعلت من الإسلام عزيزياً قوياً في أواخر عهد النبي عليه الصلاة والسلام.
في النقاط التالية نعيش جولة تاريخية من حوالي 7 مراحل رئيسية عاش فيها المسلمين منذ بداية بناء دولة المدينة المنوّرة وحتى يومنا هذا، ومع كل مرحلة نحكي بعض التفاصيل التاريخية المفصلية الهامة في تاريخ أمة الإسلام:
المرحلة الأولى .. العهد النبوي ( مرحلة تأسيس أمة الإسلام )
حكينا كيف قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بنشر دعوة الإسلام، ثم هجرته الشريفة إلى المدينة المنوّرة، ليقوم ببناء مجتمع إسلامي قائم على المؤاخاة بين الجميع، وأن يكون المسلمين أمة واحدة لها ما لها وعليها ما عليها، وقد نجح رسول الله والصحابة الكرام في نشر دعوة الإسلام في الجزيرة العربية.

فقد دخلت في ربوع الإسلام معظم المناطق العربية مثل مكة المكرمة في العام الثامن من الهجرة، والطائف في السنة التالية، وبعث رسول الله أول ولاته معاذ بن جبل على اليمن ليكون حاكماً باسمه ويعلم الناس أمور الإسلام، وكذلك البحرين الذي جعل فيها المنذر بن ساوي والياً عليها بعد نشر الإسلام فيها، أما عُمان فقد دخلت في عهد النبي وانتشر الإسلام فيها في عهد حكامها جيفر وعبد ابني الجلندي وقد بعث رسول الله إليهم عمرو بن العاص ليكون مساعداً لهم في عُمان وينشر الإسلام بها.
ولم يمض الكثير حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما أسس أمة إسلامية صحيحة قوية في المدينة المنوّرة التي كانت بمثابة عاصمة الجزيرة العربية التي انتشر فيها الإسلام.
المرحلة الثانية .. عهد الخلفاء الراشدين ( بناء الدولة وانتشار الإسلام خارج الجزيرة )
بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في عام 11 هـ، تعرض الإسلام لهزة عنيفة في ربوع الجزيرة العربية حيث ارتدت العديد من قبائل العرب، ومنها قبائل منعت الزكاة، ظناً منهم أن الإسلام انتهى بوفاة رسول الله، ولكن ثبات أمة الإسلام القوية في المدينة المنوّرة والتي أسسها رسول الله جعل من الإسلام قوياً متحدياً رغبات القبائل العربية التي ظنت أن الوثنية لازالت باقية، وفيما يلي بعض المراحل والأحداث في عهد خلفاء رسول الله الراشدين:
أبو بكر الصديق: 11- 13 هـ
هو أول الخلفاء بعد رسول الله وقد وقف بثبات ضد ارتداد القبائل العربية، وشن عليهم حرباً لاهوادة فيها وخرج منها منتصراً عليهم وأنقذ الإسلام من مصير الضياع والشتات.

عمر بن الخطاب: 13- 23هـ
تولى عمر بن الخطاب بعد وفاة أبي بكر، ويعتبر عمر هو باني الدولة الإسلامية، فقد دوّن الدواوين مثل ديوان الخراج والجند، وأرسل الجيوش لخارج الجزيرة العربية حيث فتحت في عهد عمر على مدار عشر سنوات العراق وفارس والشام ومصر وانتصرت الجيوش الإسلامية على جيوش الفرس والروم، وأصبح للإسلام مكانة كبيرة في هذه البلدان، وقد استشهد عمر بعدما اغتاله أبو لؤلؤة المجوسي، ليتولى بعده عثمان بن عفان.
عثمان بن عفان: 23- 35 هـ
تولى عثمان بن عفان الخلافة بعد عمر بن الخطاب، وقد انتشر الإسلام في عهده، ليصل افريقية أو ليبيا وتونس الحالية، وأنشأ أسطول بحري إسلامي وجمع القرآن، وكان عهده لم يخلو من الفتن بين المسلمين، حتى استشهد على يد مجموعة من الذين دخلوا بيته ثائرين عليه في عام 35 هـ.
علي بن أبي طالب: 35- 40 هـ
لم يخلو عهد علي بن أبي طالب من حرب أهلية طاحنة بين المسلمين وبعضهم البعض، بسبب الفتنة التي بدأت في عهد عثمان، وذلك لمطالبة معاوية بن أبي سفيان لدم عثمان، واعتراضه على بيعة علي، وقد جرت بين الطرفين المتحاربين عدة معارك مثل معركة الجمل وصفين، ثم ظهور الخوارج من جيش علي وإعدادهم خطة للتخلص من رؤوس الخلاف وبالفعل استشهد علي في رمضان من عام 40 هـ وفشلت محاولة اغتيال عمرو بن العاص في مصر ومعاوية في الشام، لينتهي عهد الخلافة الراشدة وتبدأ دولة جديدة في الشام وهي الدولة الأموية.
المرحلة الثالثة .. عهد الخلافة الأموية .. ( مرحلة الإمبراطورية الإسلامية )
إن بدايات عهد الإمبراطورية الإسلامية إذا جاز لنا التعبير بدأ في عهد الأمويين، فقد استلم معاوية بن أبي سفيان خلافة المسلمين في عام 41 هـ ومنذ ذلك التاريخ لم تسلم الدولة الأموية من مشكلات داخلية منها ثورات داخلية خاصة بعد وفاة معاوية وتولي ابنه يزيد الخلافة وحتى تولى عبد الملك بن مروان الخلافة الأموية ليبدأ عصر جديد.

تميّز العصر الأموي بالتوسع والانتشار، فقد بلغ انتشار الإسلام من حدود الصين حتى جنوب فرنسا، حيث فتحت أجزاء من أوروبا حيث الأندلس ( إسبانيا- البرتغال) وحتى الجنوب الفرنسي، مروراً بجميع الأقاليم حتى حدود الصين.
وقد استمرت هذه الدولة قوية حتى تولى خلفاء ضعاف، وقد استمرت الفتن بين العناصر السكانية المختلفة، حتى ظهر العباسيون الذين نظموا صفوفهم وأقاموا دعوة سرية تحوّلت لثورة في جهات خراسان وفارس والعراق حتى كوّنوا جيوش قوية أسقطت الدولة الأموية ودخلت دار الخلافة في دمشق عام 132هـ وبهذا بدأ عصر جديد آخر وهو عصر العباسيون.
المرحلة الرابعة .. عهد العباسيين الطويل .. ( ما بين التفرق واستقرار الحضارة )
عهد العباسيين طويل حقاً إنه استمر حوالي خمس قرون، وقد شهد الإسلام فيه مزيدا من المجد خاصة في عصر الخلافة العباسية القوية في عهد بعض الخلفاء مثل أبو جعفر المنصور وهارون الرشيد والمأمون والمعتصم وغيرهم من الخلفاء، وقد استقرت الحضارة الإسلامية وازدهرت في جميع المجالات، حيث انتشرت حركة الترجمة وازدهرت جميع المجالات حيث ظهر العلماء شرقاً وغرباً وزادت المنجزات الحضارية في جميع البلدان الإسلامية.
لكن الخلافة العباسية اعتراها الضعف والتشرذم، حيث ظهرت العديد من بوادر الخلاف، وأصبحت الخلافة ضعيفة، وبات منصب الخليفة شرفي ليس له من الأمر شىء، بلم يتعد نفوذه العراق، بينما استقلت الأقاليم الإسلامية وتأسست العديد من الدول الإسلامية المستقلة ومن أشهر هذه الدول مثلاً:
الأدارسة في المغرب الأقصى: والتي حكمها إدريس أحد أحفاد الحسن بن علي بن أبي طالب واستمر الأدارسة يحكمون المغرب فترة من الزمن.الأمويين في الأندلس: هربت فلول الأمويين بقيادة عبد الرحمن الداخل والذي أسس دولة أموية بعد ان انهارت في الشرق ليؤسس دولة الأمويين في الأندلس والتي استمرت ثلاثة قرون.الطولونيين والإخشيديين: وهي دول استقل بمصر وضمت الشام إليها.الفاطميون: وهي الخلافة التي ظهرت في المغرب وسرعان ما استولت على مصر والشام وهي خلافة شيعية إسماعيلية لا تتوافق مع مذهب العباسيين ونافست العباسيين قروناً طويلة قبل أن تنهار دولتهم.
وقد ظهرت العديد من الدول التي كانت لها تاريخ عريض في تاريخ الإسلام مثل الأيوبيين الذين بناها صلاح الدين الأيوبي الذي انتصر على الاحتلال الصليبي في الشام ووحد الإسلام في دولة واحدة، والدولة المرابطية بقيادة يوسف بن تاشفين الذي وحد المغرب العربي الكبير وغرب إفريقيا، وكان لها الفضل في نشر الإسلام في أفريقيا وثبات المسلمين في إسبانيا والبرتغال قروناً من الزمان.

المرحلة الخامسة.. عهد المماليك ( ما بين الإنهيار وإنقاذ الأمة من الضياع )
لقد واجهت أمة الإسلام العديد من الأخطار الخارجية التي كانت تستهدف انتهاء الأمة الإسلامية، مثل الخطر المغولي الذي اكتسح البلدان الإسلامية في بلاد ما وراء النهر وشمال الهند وفارس، ودخل العراق بل بغداد عاصمة الخلافة وقتلت القوات المغولية الخليفة العباسي الأخير المستعصم بالله.
ولم يكن الخطر المغولي فقط، بل الخطر الصليبي الذي كان مستمراً في سواحل الشام، ويبدو أن الخطرين كانوا في طريقهم للتحالف وكادوا بالفعل يقضوا على المسلمين شرقاً وغرباً، ولكن دولة المماليك في مصر كان لها دوراً كبيراً في مواجهة هذا الخطر.
ودولة المماليك تأسست في مصر بعد الدولة الأيوبية، والمماليك عبيد أرقاء تحرروا والتحقوا بالجيش، ووصلوا لمناصب قيادية، وقد تربوا تربية جهادية عسكرية قوية وهو ما ساعدهم في مواجهة الأخطار الخارجية، وبالفعل فقد انتصر المماليك على المغول في موقعة عين جالوت، وقد استمروا في حماية الإسلام بتصفية الخطر الصليبي وتحرير الشام تماماً منهم بعد قرنين من الاحتلال.
وقد استمر المماليك في دولتهم التي ضمت مصر والشام والحجاز واليمن، وقد استمرت في وقتها حتى ضعفت بعد ذلم وانهارت على يد العثمانيين، وهي القوة الجديدة التي مثلت الإسلام شرقاً وغرباً.
المرحلة السادسة .. عهد العثمانيين ( تشكيل حديث لأمة الإسلام )
يعود أصل العثمانيين إلى الاتراك في آسيا الوسطى وقد نزحوا إلى آسيا الصغرى وأسسوا دولتهم الصغيرة على أنقاض دولة سلاجقة الروم، ثم جاهدوا ضد البيزنطيين الروم حتى انتصروا عليهم وسقطت المدن في أيديهم يوماً بعد يوم حتى أصبحت دولة كبيرة خاصة بعد سقوط القسطنطينية في عام 1453م على يد السلطان محمد الفاتح، وقد أصبحت السلطنة العثمانية إحدى الدول الإسلامية القوية بجوار المملكة الصفوية في إيران والعراق، ودولة المماليك في مصر والشام، وقد وجد العثمانيون الفرصة السانحة للتوسع على حساب دولة الصفويين الضعيفة فانتزعت منها العراق، ثم انتزعت الشام من المماليك وقضت على دولة المماليك نفسها في عام 1517م في عهد السلطان سليم الأول الذي بلغت الدولة أوجها في عهده حيث توّسع العثمانيين شرقاً حتى أرمينيا وغرباً حتى حدود المغرب وأصبح لها نفوذ طاغي في البحر المتوسط وجنوب أوروبا خاصة في اليونان والبلقان.
وقد توسعت الدولة العثمانية في أوروبا حيث استولت على الأفلاق والبغدان والبلقان واليونان ووصلت حتى أسوار فيينا النمساوية، وقد نشرت الإسلام في هذه البقاع الأوروبية وذلك في عهد السلطان سليمان القانوني.

ولقد تشكلت في عهد العثمانيين أمة الإسلام، بحيث أصبحت دولة واحدة بمثابة الخلافة التي تمثل الإسلام في العالم، وبها العديد من الأجناس والأعراق مثل الترك والفرس والعرب والأوروبيين الروس والتتار وغيرهم من أجناس البشر.
ولقد كانت الدولة العثمانية على مدى قرون قوية شديدة البأس حتى ضعفت أمام القوى الحديثة والإمبراطوريات الأوروبية خاصة الروسية القيصرية والبريطانية والفرنسية والإسبانية والتي تكالبت عليها حتى أوائل القرن العشرين، حيث واجهت الدولة العثمانية المصير المحتوم وانهارت إبان الحرب العالمية الأولى وانقسمت أقاليمها.
المرحلة السابعة .. دول الإسلام ما بعد حقبة العثمانيين
بعد انهيار الدولة العثمانية، تكالبت الدول الأوروبية الاستعمارية على الدول الإسلامية، فقد شهدت فترة الضعف العثماني اختلالات عديدة لدول الإسلام مثل مصر والسودان وأصبحتا من نصيب بريطانيا، والجزائر وتونس التي وقعتا في يد الفرنسيين، ثم المغرب تحت الاحتلال الفرنسي والإسباني ، ثم غرب إفريقيا في يد الفرنسيين أيضاً، بينما وقعت ليبيا في يد الإيطاليين.
وبعد سقوط العثمانيين نهائياً سقطت فلسطين والعراق وإمارات الخليج العربي وإيران في يد البريطانيين، بينما أصبحتا سورية ولبنان في يد الفرنسيين، أما أمة الإسلام الباقية فلم تكن افضل حالاً، فقد سقطت إندونيسيا في يد الهولنديين، وجنوب شرق آسيا ما بين الفرنسيين والبريطانيين والهند كانت درة تاج بريطانيا لقرون طويلة.
ولقد كافحت الشعوب الإسلامية طويلاً طوال القرنين التاسع عشر والعشرين حتى بعد نهاية الحرب العالمية الثانية من أجل الاستقلال واستقلت واحدة بعد الأخرى، وتكوّنت حكومات وطنية حديثة في كل دولة، ويحاول المسلمون تجميع أنفسهم في منظمات حديثة مثل منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية وغيرها في محاولة لمواكبة العصر الحديث القائم على التكتلات السياسية والاقتصادية العالمية.
كانت تلك المراحل التاريخية الهامة التي مرت على أمة الإسلام من ظهور الدعوة الإسلامية في مكة وحتى يومنا هذا، شاركنا الرأي عزيزي القارىء كيف تجد المستقبل لأمتنا الإسلامية؟

مراحل تشكل العالم الإسلامي

العالم الإسلامي اليوم، والذي يضم العديد من البلدان العربية والإسلامية، ويبلغ عدد السكان المسلمين حوالي مليار نسمة، مر بالعديد من المراحل التاريخية الهامة التي ارتبطت بظهور الإسلام في الجزيرة العربية ثم انتشاره، وتعرضه للأخطار والمحن والأزمات وغيرها من التغييرات التاريخية المتنوّعة، في هذا المقال نعيش في رحلة تاريخية حول مراحل تشكل العالم الإسلامي، حيث نتعرف أكثر على مراحل تاريخية للعالم الإسلامي شكلته على هيئته اليوم، فهيا استعد لهذه الرحلة الممتعة.