السؤال :







أنا فتاة عمري 22 سنة، غير متزوجة، في بداية بلوغي لم يكن هناك أحد يقوم بتوعيتي بما يخص الدورة الشهرية، حيث كنت أقوم بتخفيف ألم الدورة بإنزال الدم، والضغط على جدار الرحم بإدخال أصبعي بالمهبل، ولم أكن أشعر بأي آلام، فقط كنت أشعر بأنها منطقة فراغ لا يوجد بها شيء، وتدخل الإصبع بسهولة، ولم أر دما، وفعلت ذلك تقريبا 3 مرات، وعندما وصلت الجامعة علمت بوجود غشاء البكارة.

الآن أعيش حالة رعب وخوف، وقمت بفحص نفسي بالمرآة إلا أني لا أرى بعد تباعد الأشفار إلا فتحة فقط، ولا أستطيع أن أر شيئا غيرها، وإذا حاولت الدفع أرى فتحة الجنب، وكأني أعاني من ميلان بالرحم، فهل فقدت غشاء بكارتي؛ لأني أرفض الزواج نهائيا، وأبكي كل ما تذكرت ذلك، ولا أستطيع الذهاب للطبيبة.















الجواب :







بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نسمه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يؤسفني معرفة ما كنت تقومين به, وبكل تأكيد أنك لم تكوني على علم بعواقب هذه الأفعال, لكنه الجهل والفضول الذي تعاني منه الكثير من الفتيات في ظل غياب التثقيف والوعي في أهم فترة من حياتهن, وهي فترة البلوغ.

ويا عزيزتي: أن الوصف الذي جاء في رسالتك يدل بوضوح على أنك كنت تدخلين الأصبع في داخل المهبل, وهذه هي المشكلة, لأنه في مثل هذه الحالة لا يمكن لأحد - مهما بلغت خبرته -أن يتنبأ لك بما حدث, أو أن يعطيك جوابا جازما بالوضع عندك بدون أن يقوم بعمل الكشف الطبي.

ولذلك فإن ما سأقوله لك هو عبارة عن احتمالات فقط:

الاحتمال الأول: هو أن تكون فتحة الغشاء عندك وبشكل خلقي واسعة بعض الشيء, وأن يكون الغشاء هو من النوع المطاطي، أو القابل للتمدد, بحيث كنت تتمكنين من إدخال الأصبع بدون أن تسببي أذية للغشاء, خاصة إن كان إصبعك رفيعا, هذا الاحتمال - رغم أنه ضعيف- إلا أنه وارد.

الاحتمال الثاني :هو أن يكون قد حدث تمزق، لكنه جزئي فقط, أي تمزق بسيط، وفي أحد أطراف غشاء البكارة فقط, وفي مثل هذه الحالة فإن العذرية لا تفقد كاملة, لأن الجزء الأكبر من الغشاء يبقى سليما, وستحدث تمزقات جديدة ليلة الزفاف, لأن العضو الذكري هو أكبر قطرا من الأصبع, وعند الإيلاج سيؤدي إلى تمزقات أخرى في الجهات السليمة الباقية, وسيحدث الألم, وينزل الدم, فينستر الأمر -إن شاء الله-, هذا الاحتمال هو الأرجح حدوثا في مثل حالتك.

الاحتمال الثالث: أن يكون قد حدث تمزق كامل, أي في كل الجهات, وبالتالي فقدت العذرية –لا قدر الله-, هذا الاحتمال نادر الحدوث في مثل هذه الحالات, لأن الأصبع كما ذكرت رفيع نسبيا.

والحقيقة هي أنه لا يمكن لمن لم تكن لديه الخبرة الكافية, أن يميز هل فقدت العذرية كاملة أم فقدتها بشكل جزئي؟ ولذلك إن كنت تريدين إجابة دقيقة وشافية, فيجب عليك التوجه إلى الطبيبة المختصة لعمل الكشف الطبي, وأعرف بأنك غير قادرة على الذهاب الى الطبيبة الآن, لكن لا يوجد حل منطقي وصحيح غير هذا الحل لتنتهي معاناتك, فأشجعك على تجاوز الخوف, والذهاب إلى الطبيبة , وقد تأتي الأمور بأفضل مما تتصورين بكثير إن شاء الله, فتنتهي مخاوفك وتقبلي على الحياة من جديد.

أسأل الله العلي القدير أن يسترك في الدنيا والآخرة.