وزن الطفل في الشهر التاسع

في الأشهر الثلاثة الأولى من حياة الطفل، يكون معدل نموه مرتفعًا، حيث يزداد وزنه شهريًا بمقدار 800 غرام إلى كيلوغرام واحد. بعد ذلك، من الشهر السادس وحتى يبلغ الطفل عامه الأول، يلاحظ أن زيادة الوزن تصبح أبطأ.

هذا التباطؤ في زيادة الوزن لا يعني بالضرورة وجود مشكلة، فكل طفل ينمو بوتيرة مختلفة تأثرًا بعوامل وراثية وصحية متنوعة.

الجدير بالذكر أن معدل النمو لا يتأثر سواء كان الطفل يتغذى من الرضاعة الطبيعية أو من الحليب الصناعي، على عكس ما يعتقد البعض. وبحلول الشهر التاسع، يتوقع أن يكون وزن الطفل ما بين 7.8 إلى 9.6 كيلوغرام.

من المهم ملاحظة أن الأطفال يختلفون في وزنهم وطولهم، والأكثر أهمية هو أن يستمر الطفل في النمو بشكل صحي ومتناسق مع النموذج الطبيعي المتوقع. طالما الطفل يحقق ذلك وتحت متابعة دورية في عيادة طبيب الأطفال دون ملاحظة أي مؤشرات لمشاكل صحية، فلا داعي للقلق بشأن معدلات نموه.

حركة الطفل في الشهر التاسع والنمو البدني

في عمر التسعة أشهر، يبدأ الطفل في إظهار اهتمام كبير بالزحف بمهارة وثقة، ما يجعله يستكشف المحيط بنشاط وفضول لافت. في هذه المرحلة، يمكن للطفل أيضًا محاولة أخذ خطوات صغيرة لتسلق الأشياء المحيطة به، مما يستلزم مراقبة مستمرة خصوصًا إذا كنتم تملكون درج في المنزل.

يتمتع طفلك بتغيير أوضاعه باستمرار، من الوقوف إلى الزحف، بناءً على اهتماماته ومزاجه في اللحظة. وفي هذا العمر، يكتسب القدرة على سحب نفسه ليقف مستندًا على أثاث المنزل كالطاولات والكنب، ما ينبه إلى ضرورة تأمين بيئة آمنة حوله لتجنب الحوادث. من المهم السماح لطفلك بالتعرف واستكشاف محيطه مع ضمان مراقبة متواصلة.

بحلول التسعة أشهر، يكون الطفل أكثر إدراكًا لبيئته ويطور مهارات التنسيق بين اليدين، مثل نقل الألعاب من يد إلى أخرى والمحاولة في إيجاد طرق لإدخالها في فتحات معينة. من الضروري جدًا الانتباه إلى إبعاد الأشياء الحادة أو الصغيرة التي قد تشكل خطرًا عليه، لأن الطفل في هذا السن يميل إلى استكشاف العالم من حوله أيضًا بواسطة فمه.

تفاعل الطفل الرضيع مع الأم في الشهر التاسع

في الشهر التاسع من عمره، يبدأ الطفل في التفاعل والاستجابة أكثر من ذي قبل، بالرغم من أن معظم ما ينطق به قد يكون غير مفهوم للآخرين نظرًا لأن لغته لا تزال في مرحلة النمو.

إلا أنك قد تجدين نفسك قادرة على التعرف على بعض الأصوات التي يصدرها بانتظام، فتلك الأصوات تصبح مألوفة لك أكثر من غيرها.

بحلول هذا العمر، يصبح قدرة الطفل على فهم ما يُقال له أكبر، إذ يستطيع التقاط مؤشرات معينة تدل على الحالة العاطفية، سواء كنت غاضبة أو سعيدة. يساعد التشجيع الإيجابي على تعلم الطفل للتكرار السلوكيات الجيدة عبر فهم الفرق بين الصواب والخطأ.

كما ستلاحظين زيادة حساسية طفلك تجاه البُعد عنك، فوجودك يوفر له شعورًا بالأمان. التغييرات في البيئة المحيطة به قد تبدو مخيفة له، لكن مع تحسن ذاكرته يبدأ بتكوين ردود فعل متوقعة تجاه المواقف المتكررة. من الممكن مساعدته على تجاوز المخاوف عبر توفير تجارب إيجابية وتشتيت انتباهه عن الأمور التي قد تثير قلقه.

تطورات الطفل في الشهر التاسع: ‍‍‌‌التغذية

في المرحلة العمرية ما بين 8 إلى 12 شهرًا، يتطلب الرضيع تناول ما يقرب من 750 إلى 900 سعرة حرارية يوميًا. يُنصح بأن يأتي نصف هذه السعرات من حليب الأم خلال الرضاعة الطبيعية، ولكن في حال الحاجة، يمكن استخدام الحليب البديل لضمان حصول الطفل على التغذية الكافية.

مع بلوغ الطفل 9 أشهر، يُعتبر هذا الوقت مناسبًا للبدء في تقديم الأطعمة الصلبة إليه. تساعد طريقة تقديم الطعام الصلب قبل الرضاعة في تعويد الطفل على تناول أنواع جديدة من الطعام، كما يُمكن تقديم كميات قليلة من الماء للطفل بهدف تعزيز عادات الشرب الصحية.

من الأفضل أيضًا وضع جدول تغذية يشمل الرضاعة أو تقديم الحليب من الزجاجة في الصباح، قبل القيلولة عند الظهر، بعد وجبات الطعام، وأثناء وقت النوم، لضمان حصول الطفل على التغذية المتوازنة.

تطورات الطفل في الشهر التاسع: التسنين

يلحظ الأهل عادةً ظهور أولى أسنان أطفالهم بحلول شهرهم التاسع. يشيع أن يكون هناك زيادة في كمية اللعاب الذي يفرزه الطفل، إضافة إلى رغبته بمضغ الأشياء باستمرار، وهو ما يُمكن ملاحظته أيضاً عندما يبدأ الطفل بفرك لثته باستخدام إصبعه.

مع ظهور الأسنان الأولى، يُنصح بتعويد الطفل على استخدام فرشاة الأسنان للحفاظ على نظافة فمه وصحة أسنانه منذ الصغر.

تطور الحواس عند الطفل في الشهر التاسع

مع تطور الوقت، باتت قدرة طفلك على الرؤية أكثر وضوحاً، حيث أصبح قادراً على مشاهدة الأشياء في البعد والتعرف على ألوانها الطبيعية بسهولة. الآن، ينجح طفلك في التعرف على الأشخاص والأشياء التي يعتاد عليها بشكل أسرع.

كما أصبح قادراً على التعرف على الأصوات، حتى لو كان الشخص الذي يتحدث غير مرئي أمامه. مع تطور التواصل بينكما، بات من السهل فهم احتياجات طفلك من خلال الإشارات التي تتبادلانها والكلمات البسيطة التي يستخدمها للتعبير عن نفسه.

نصائح مهمة للتعامل مع الطفل في الشهر التاسع

يجب على الأهل متابعة تطور أطفالهم وأن يكونوا ملمين بكيفية نمو مهاراتهم المختلفة لتحديد إذا كان الطفل يتقدم بشكل مناسب أم لا. إليك بعض الطرق المفيدة لدعم نمو طفلك:

• شجع طفلك على اللعب وأظهر له الدعم أثناء ذلك.
• لتقوية المهارات الحركية الصغيرة لطفلك، أعطه أدوات صغيرة يمكنه التقاطها تحت رقابتك.
• اجعل طفلك يمارس محاولات الوقوف بالاستناد إلى الأثاث.
• حاول ملاحظة ومتابعة إشارات طفلك أثناء اللعب، مما يتيح له قيادة النشاط.
• اختر كتبًا ذات صور ملونة وقصص جذابة تساعد طفلك على التعبير عن اهتماماته.
• ساعد طفلك على تعلم أسماء الأشياء التي يراها يوميًا لتعزيز مهاراته اللغوية.
• وضع حدود واضحة مع طفلك مهم، على سبيل المثال، علمه معنى “لا” ليعرف الفرق بين ما يمكن وما لا يمكن القيام به.

  علم طفلك المشي بمسك يديه والسير سويًا داخل المنزل ليصبح أكثر ثباتًا وقدرة على الوقوف.

هل يبدأ الطفل يمشي في الشهر التاسع؟

في الشهر التاسع من عمر الطفل، يبدأ الأطفال بإظهار استعدادهم للوقوف والمحاولة للمشي، رغم أنهم عادة ما يتخذون خطواتهم الأولى حوالي السنة الأولى من عمرهم.

يتعلم الصغير كيف يمسك بالأثاث أو أي شيء قريب ليساعده على الوقوف، ويكتسب مهارة ثني ركبتيه ليتمكن من الجلوس بسلام. خلال هذه الفترة، يجب على الآباء تأمين البيت بإغلاق الأبواب أو الأدراج التي قد تشكل خطرًا أو تحوي أغراضًا ثمينة يرغبون في حمايتها.

يُمكن تحفيز الطفل لبدء المشي عن طريق تقديم ألعاب تُساعد على هذا، مثل تلك التي تتميز بإمكانية الدفع أو الجر، لتشجيعه على الحركة أمامه.