متى يحدث التبويض بعد الولاده القيصريه

بعد الولادة، سواء كانت طبيعية أو قيصرية، يمكن لجسم المرأة أن يستعدّ للحمل مرة أخرى بسرعة. النساء قد تواجهن عودة القدرة على الانجاب حتى قبل موعد دورتهن الشهرية الأولى بعد الولادة. هذا يعني أن الإباضة – وبالتالي احتمال الحمل – يمكن أن يحدث في هذه الفترة المبكرة.

في حالة الأمهات اللواتي أجرين عملية قيصرية ويقمن بالرضاعة الطبيعية، يُعتقد عادةً أن فرصة الحمل تقل خلال فترة الرضاعة. لكن، من الممكن جدًا أن تحدث الإباضة وبالتالي الحمل قبل ظهور أول علامات الدورة الشهرية بعد الولادة. وقد تعود الإباضة بعد الولادة في فترة مبكرة تصل إلى أربعة أسابيع أو قد تطول لتصل إلى 24 أسبوعًا، مع الأخذ بالاعتبار ما إذا كانت المرأة ترضع رضاعة طبيعية أم لا.

بالنسبة للنساء اللواتي لا يقمن بالرضاعة الطبيعية بعد العملية القيصرية، يُلاحظ أن دوراتهن الشهرية تعود عادةً بين 6 إلى 8 أسابيع بعد الولادة، شريطة أن كانت دوراتهن منتظمة قبل الحمل.

من المهم الانتباه إلى أن الحمل بعد الولادة القيصرية قد يُنظر إليه على أنه أصعب بعض الشيء مقارنة بعد الولادة الطبيعية، وذلك بسبب التأثيرات المحتملة للجراحة على الرحم.

كيف تكون الدورة الشهرية الأولى بعد العملية القيصرية؟

بعد الخضوع للولادة القيصرية، يمكن أن تشهد النساء تغيرات في دورتهن الشهرية الأولى. من الطبيعي أن تلاحظ بعض الاختلافات خلال هذه الفترة.

قد تصبح الدورة غير منتظمة في البداية، وربما تحتاج بعض الوقت لتعود إلى طبيعتها. خلال هذا الوقت، من الممكن ملاحظة ظهور بعض التجلطات الدموية الصغيرة، أو تدفق الدم بشكل غير منظم، أو حتى شعور بالألم أكثر من المعتاد. هذا يعود لأن جسم المرأة يعمل على طرد بقايا بطانة الرحم لتنظيف الرحم بعد الولادة.

مع عودة الدورة، من المهم جدًا مراقبة هذه العلامات والتواصل مع الطبيب فورًا في حال ملاحظة أي من الأمور التالية: نزيف شديد، تقلصات مؤلمة جدًا، وجود إفرازات ذات رائحة غير مستحبة، ظهور تكتلات دموية أكبر من المعتاد، أو ارتفاع في درجة حرارة الجسم. هذه الأعراض قد تشير إلى الحاجة لتقييم طبي لضمان سلامة الأم.

كم من الوقت يجب أن تنتظري قبل الحمل بعد الولادة؟

ينصح خبراء الصحة بأن الفترة بين الحملين يجب أن تكون سنة كاملة على الأقل، ويُفضّل أن تكون 18 شهرًا. هذا التوقيت يُقلل من خطر حدوث مشاكل أثناء الحمل اللاحق ويساعد في جعل الجنين أكثر صحة.

الحمل قبل مرور 18 شهرًا من الولادة الأخيرة قد يرفع من فرص ظهور مضاعفات عدة مثل ولادة طفل قبل الأوان أو بوزن منخفض. فالوقت القصير بين الحملين قد لا يكون كافيًا للجسم لاستعادة العناصر الغذائية الضرورية، ما يؤدي لاحتمالية زيادة خطر تعرض الطفل لمشكلات صحية مثل الربو، تأخر النمو، وصعوبات في الرؤية والسمع لاحقًا.

علامات حدوث الحمل بعد النفاس

1-الغثيان الصباحي

ما بين سبعين إلى ثمانين بالمئة من النساء الحوامل يواجهن أعراض الغثيان والقيء، وهذه الأعراض تُشير عادة إلى مرحلة مبكرة من الحمل.

2-ألم الثدي

في الأسابيع الأولى بعد الإخصاب، تعاني النساء غالبًا من حساسية وألم في منطقة الثدي، وذلك نتيجة للتغييرات الهرمونية التي تحدث في الجسم، خاصة بين هرموني البروجسترون والأستروجين.

3-الإرهاق المستمر

يعد الشعور بالتعب والإرهاق من العلامات المعتادة التي تظهر على السيدات الحوامل، خصوصاً لأولئك اللواتي يرزقن بطفلهن الأول، وقد يتزايد هذا الشعور عند حمل الطفل الثاني، حيث تجد الأم نفسها في حالة من الإنهاك الشديد. من الممكن أن ينصح الطبيب المعالج بتناول مكملات الفيتامينات للمساعدة في استعادة النشاط والحيوية.

4-الشهية المفتوحة

يشير الرغبة الشديدة في الأكل، وخاصة الإفراط فيه بعد منتصف الليل حول الساعة الثانية صباحاً، إلى وجود احتمال لتغيرات هرمونية تصيب النساء خلال فترة الحمل.

5-كبر حجم البطن

في الحمل الثاني، غالباً ما يُلاحَظ أن بطن الأم يكون أكبر حجماً مقارنةً بحملها الأول. هذا يعود للفترة القصيرة بين الحملين، حيث لم تتعافى عضلات البطن والرحم بشكل كامل بعد الحمل الأول، مما يؤدي إلى بروز البطن بشكل أكثر وضوحاً.

متى يكون الحمل الثاني آمنًا بعد الولادة القيصرية؟

يُشدّد على أهمية أن تنتظر السيدة فترة تمتد لستة أشهر على الأقل بعد خضوعها لعملية ولادة قيصرية قبل التفكير في حمل جديد. يُنصح بشدة بأن تمتد هذه الفترة لتصل إلى سنة كاملة؛ لأن الفترات الأطول بين الحمل الأول والثاني تساهم في شفاء الجسم بشكل مثالي. هذا بالأخص يكون مهماً للنساء اللاتي يفضلن الولادة الطبيعية في المستقبل. الزمن بين ولادتين يسمح لجسم الأم بالتعافي تماماً، بما في ذلك شفاء الجروح والتأقلم مع التغيرات الهرمونية والغذائية. كما أن فترة الانتظار هذه توفر فرصة أفضل للتخطيط للحمل التالي والاستعداد له بشكل مناسب عبر استشارة الخبراء المتخصصين، وتقليل فرص حدوث مضاعفات مفاجئة.

رغم أن الأخطار الناتجة عن الحمل مباشرة بعد ولادة قيصرية تكون نادرة، وأغلبية النساء لا يواجهن مشكلات، إلا أنه يُعتبر من المهم الإلمام بالمضاعفات المحتملة. من هذه المخاطر حدوث ولادة مبكرة، تمزق الأغشية المحيطة بالجنين مبكرًا مما قد يؤدي لتسرب السائل الأمنيوسي، إضافة إلى احتمال تمزق الرحم. أيضًا، قد تتعرض المشيمة لمشاكل مثل تحركها من مكانها أو انفصالها عن جدار الرحم بشكل مبكر، مما يعرض صحة الأم والجنين للخطر.

دواعي إجراء القيصرية في الحمل الثاني بعد القيصرية الأولى

في بعض الظروف، قد ينصح الأطباء بإجراء الولادة القيصرية بالنسبة للحمل الثاني بدلاً من المحاولة للولادة بطريقة طبيعية. هذه القرارات تأتي نتيجة لعدة أسباب محددة، بما في ذلك:

1. إذا كانت المرأة قد خضعت لعمليات جراحية في الرحم مثل استئصال الأورام الليفية، والتي تعتبر نمو غير سرطاني يحدث داخل أو حول الرحم.
2. وجود ندبة بشكل عمودي في الرحم، والتي قد تزيد من المخاطر المتعلقة بالولادة.
3. حالة المشيمة المنزاحة، وهي عندما تكون المشيمة متصلة بالجزء السفلي من الرحم وأحيانًا قد تغطي عنق الرحم بالكامل، ما يمكن أن يؤدي إلى نزيف شديد خلال الحمل أو الولادة ويجعل الولادة القيصرية ضرورية.
4. في بعض الحالات، قد يبدأ الولادة بشكل طبيعي ولكنها تواجه مشاكل خلال المخاض، مما يجبر الطبيب على اتخاذ قرار سريع باللجوء إلى الولادة القيصرية لتجنب مضاعفات محتملة قد تنشأ من ندبة قيصرية سابقة.
5. إذا مرت فترة زمنية قصيرة (أقل من سنة ونصف إلى سنتين) بين الولادة القيصرية الأولى والحمل التالي، قد يؤدي ذلك إلى مخاطر تمزق الرحم بسبب الندبة السابقة.
6. خضوع المرأة لأكثر من عملية قيصرية في الماضي يزيد من تعقيدات الحمل والولادة.
7. المرأة التي يكون مؤشر كتلة جسمها 50 كيلوغرام لكل متر مربع أو أكثر ولم تخضع لولادة طبيعية في السابق.
8. الحمل بثلاثة أجنة فأكثر.
9. حدوث تمزق سابق في جدار الرحم.

هذه المعلومات توضح أهمية اتخاذ القرار بشكل مدروس ووفق الظروف الصحية لكل امرأة عند الاقتراب من موعد الولادة.