تجربتي مع الاكزيما

بدأت أعراض الإكزيما تظهر علي في سن مبكرة، حيث كنت أعاني من جفاف شديد في الجلد واحمرار وحكة لا تحتمل في أماكن متفرقة من جسدي. لم أكن أعلم في البداية ما هي هذه الأعراض أو كيفية التعامل معها، مما جعلني أشعر بالإحباط واليأس في كثير من الأحيان.

مع مرور الوقت، وبعد استشارة العديد من الأطباء المختصين، بدأت رحلتي الطويلة مع العلاج، والتي تطلبت مني الالتزام بنظام صارم للعناية بالجلد، بما في ذلك استخدام مرطبات خاصة، وتجنب المواد التي قد تثير الحساسية، واتباع نظام غذائي معين يساعد في السيطرة على الأعراض. كان التحدي الأكبر بالنسبة لي هو التعامل مع الحكة المستمرة والرغبة الشديدة في خدش الجلد، والتي كانت تؤدي في كثير من الأحيان إلى تفاقم الحالة وظهور الالتهابات.

على الرغم من صعوبة الأمر، إلا أنني تعلمت أهمية الالتزام بالعلاج والصبر على نتائجه، واكتشفت أن الإكزيما يمكن أن تكون مسيطر عليها بشكل فعال إذا ما تم التعامل معها بالطريقة الصحيحة. كما أدركت أهمية الدعم النفسي من الأسرة والأصدقاء، والذي كان له دور كبير في تخطي الأوقات الصعبة والتكيف مع الحالة

ما هو الاكزيما؟

الأكزيما مرض يصيب الجلد يتميز بالالتهاب والحساسية المفرطة، غالبًا ما يكون سببها عوامل وراثية. تعد الأكزيما من الأمراض التي قد تتبعها أعراض حساسية أخرى كالربو أو الحساسية الموسمية، مما يدل على استجابة الجسم المفرطة تجاه بعض المحفزات.

المظاهر الشائعة للإكزيما تشمل الإحساس بالحكة، الاحمرار، جفاف الجلد، وأحيانًا تكون الجروح أو التشققات مغطاة بقشرة. عادة ما تكون هذه الأعراض أكثر وضوحًا على الوجه والأطراف، لكن يمكن أن تظهر في أماكن متفرقة من الجسم.

الإكزيما الطويلة الأمد شائعة بين الأطفال، إلا أن معظمهم يتجاوزونها مع نموهم، غالبًا قبل سن الدخول إلى المدرسة.

أسباب الاكزيما

في بعض الحالات، ينشأ التهاب الجلد التأتبي نتيجة لطفرة جينية تؤثر سلباً على قدرة البشرة في الدفاع عن نفسها. نتيجة لذلك، يصبح الجلد أضعف في الحفاظ على الرطوبة والتصدي للبكتيريا، المواد المهيجة، المواد المحفزة للحساسية، والعوامل البيئية الضارة مثل دخان السجائر.

من جهة أخرى، يتطور التهاب الجلد التأتبي لدى البعض بسبب زيادة كمية بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية على الجلد، مما يعيق البكتيريا التي تنفع الجلد ويؤثر على وظائفه الحمائية.

كما يمكن أن يؤدي ضعف الجلد في أداء وظيفته كحاجز إلى استثارة استجابات غير طبيعية من جهاز المناعة، مسبباً بذلك الالتهاب ومتلازمة الأعراض المصاحبة له.

الإكزيما أو التهاب الجلد التأتبي هو أحد أنواع عديدة من أمراض الجلد. ضمن هذه المجموعة، يبرز أيضاً التهاب الجلد التماسي وقشرة الرأس كأمثلة شائعة للالتهابات الجلدية. من المهم التأكيد على أن هذه الحالات لا تنتقل بالعدوى من شخص لآخر.

علاجات الاكزيما

لعلاج الإكزيما الحادة، توجد طرق متعددة ومنها استخدام الضمادات الرطبة، حيث يطبق على الجلد مرهم يحتوي على الكورتيكوسترويد ثم يغطى بقطعة من الشاش الرطب وأخرى جافة. هذه الطريقة قد تُستخدم في المستشفيات للحالات الشديدة وتحتاج إلى مساعدة ومعرفة كيفية تطبيقها بشكل صحيح، لكن يمكن الاستفسار من الطبيب عن إمكانية تطبيقها في المنزل.

في حال لم تُجدِ العلاجات الموضعية نفعاً، قد يوصى بالعلاج بالضوء، حيث يُعرض الجلد لكميات محسوبة من ضوء الشمس أو ضوء UV الاصطناعي. رغم فوائده، الاستخدام الطويل لهذا النوع من العلاج قد يؤدي لمخاطر جانبية مثل تقدم سن الجلد أو زيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد، لذا يُفضل تجنبه مع الأطفال الصغار والرضع.

تقديم الدعم النفسي والمشورة يمكن أن يكون مفيدًا لمن يعانون من مشاكل نفسية بسبب مرض الجلد. بالإضافة إلى ذلك، تطبيق طرق الاسترخاء وتعديل السلوك قد تساعد في السيطرة على الاحتكاك أو الخدش كعادة.

علاج الأكزيما بالاعشاب

هناك مجموعة من الأعشاب الطبيعية التي يمكن استعمالها للتخفيف من أعراض الإكزيما والمساعدة على العلاج، وتشمل هذه الأعشاب: البابونج، الذي يعرف بخصائصه المهدئة للبشرة، وبذور الحلبة التي تساعد على ترطيب الجلد، وعشبة الأذريون المعروفة بقدرتها على تقليل الالتهابات. كذلك، يعتبر بندق الساحرة مفيدًا لتهدئة الجلد المتهيج، وزهرة الربيع المسائية غنية بالأحماض الدهنية التي تقوي حواجز الجلد. أما دقيق الشوفان الغروي فيعد علاجًا رائعًا لتلطيف البشرة والتقليل من الحكة المصاحبة للإكزيما.

علاج الإكزيما نهائيا للاطفال

لمواجهة مشكلة الإكزيما عند الأطفال، يمكن اتباع الإرشادات البسيطة التالية للمساعدة في تخفيف الأعراض وتحسين حالة جلدهم:

•  وضع القفازات على أيدي الرضع يساعد في الحد من خدش الجلد.
•  يجب الحرص على ترطيب جلد الأطفال باستمرار، خاصةً في الأماكن التي تظهر عليها الإكزيما.
•  من المفضل تقليل عدد مرات استحمام الرضع والأطفال إلى مرتين في الأسبوع لحماية جلدهم.
•  ينصح بعدم تغطية وجوه الصغار بالأغطية لضمان وصول الهواء إلى الجلد.
•  يجب اختيار الملابس الخفيفة والناعمة للأطفال لتجنب الحر والتعرق الذي قد يزيد من مشاكل الإكزيما.
•  استعمال المناديل المبللة الخالية من العطور والكحول مناسب لتنظيف الرضع دون إيراد الأذى لجلدهم.

هذه الخطوات بسيطة لكنها قد تحدث فرقاً كبيراً في تحسين حالة جلد طفلك والحد من مضايقات الإكزيما.

مضاعفات الاكزيما

الأشخاص الذين يعانون من الإكزيما قد يواجهون مجموعة من التحديات الصحية الإضافية. منها مشاكل تنفسية كالربو والحساسية الموسمية، والتي يمكن أن تتطور سواء قبل أو بعد ظهور الإكزيما. الحساسية الغذائية أيضًا شائعة بين هؤلاء الأشخاص، حيث تؤدي إلى ظهور طفح جلدي معيّن.

هناك حالة أخرى تُسمى الحزاز البسيط المزمن، تتميز بظهور بقع حاكة بشكل دائم يمكن أن تتسبب بتغيير لون الجلد، وجعله أكثر سمكًا وصلابة عند الخدش المستمر. وفي بعض الأحيان، يمكن للجلد أن يظهر بقعًا فاتحة أو غامقة مقارنةً بالجلد المحيط، وهو ما يُعرف بفرط أو نقص التصبغ بعد الالتهاب.

الخدش المتكرر قد ينتج عنه تقرحات وتشققات تزيد من خطر الإصابة بالعدوى الجلدية، والتي يمكن أن تكون خطرة في بعض الحالات. مضاعفة أخرى تشمل التهاب الجلد المهيِّج في اليد، الذي يصيب الأشخاص الذين يعملون كثيرًا بأيديهم ويتعرضون للمنظفات والمطهرات.

التهاب الجلد التماسي التحسُّسي، حيث يُسبب لمس مواد معينة طفح جلدي حاكًا، يُعد مضاعفة أخرى للإكزيما. الشعور بالحكة المستمر قد يسبب مشكلات في النوم، مما يؤثر سلبًا على جودة الحياة. أخيرًا، يشيع بين المصابين بالإكزيما الشعور بالقلق والاكتئاب، نتيجة للحكة المستمرة وقلة النوم.

الوقاية من الإكزيما

يمكننا تقليل احتمالية الإصابة بالإكزيما أو التخفيف من آلامها ببعض الخطوات الواضحة والسهلة:

•  حافظ على جلدك رطبًا دائمًا.
•  ابتعد عن القفزات المفاجئة في درجات الحرارة والرطوبة.
•  احرص على عدم الإفراط في التعرق أو في تسخين المكان الذي تتواجد فيه.
•  أخفف من مستويات الضغط النفسي والتوتر في حياتك.
•  تجنب الاتصال بمواد قد تسبب الحكة مثل الصوف.
•  احذر من استخدام صابون أو مواد تنظيف قاسية.
•  كن واعيًا بالأطعمة التي قد تفاقم الإكزيما وحافظ على تجنبها.

باتباع هذه الإرشادات، يمكن المساعدة في السيطرة على الإكزيما والشعور براحة أكبر.

الاستحمام لفترة طويلة بماء ساخن يعالج أم يهيج الاكزيما؟

للحفاظ على صحة البشرة ونضارتها، يمكن اتباع النصائح التالية:

1. الاستمتاع بحمام ماء دافئ يساعد على الاسترخاء.
2. استعمال المنظفات الهادئة بدلاً من الصابون القاسي لحماية البشرة.
3. تجنب استخدام الليف والمناشف الخشنة لفرك الجلد حفاظاً على رقته.
4. وضع مرطبات مناسبة على الجلد فورًا بعد الاستحمام لزيادة ترطيبه.
5. في أوقات تحسس الجلد، من الأفضل تجنب استخدام المنظفات تماماً.
6. يُنصح بالاستحمام في المساء للمساعدة في الحفاظ على ترطيب الجلد لمدة أطول.
7. لا تنسى ترطيب يديك بعد كل مرة تغسل فيها يديك.
8. لتحسين رطوبة اليدين، يمكن ارتداء قفازات قطنية أثناء النوم.
9. من المهم أيضاً الانتباه إلى ألا يكون الاستحمام طويلاً ويومياً لأن ذلك قد يؤدي إلى جفاف الجلد بسبب الماء.

بتطبيق هذه الخطوات، يمكن المساعدة في الحفاظ على صحة البشرة وتجنب الجفاف والتهيج.

ما طرق التخفيف من الحكة من الاكزيما؟

• اختيار الملابس المصنوعة من القطن مهم جدًا لأنها تسمح بمرور الهواء بشكل جيد إلى البشرة مما يقلل الإحساس بالحرارة، بينما يجب تجنب الأقمشة الصناعية والصوف التي قد تسبب التحسس للبشرة.
• من المهم جدًا غسيل الملابس الجديدة وخاصةً الملونة قبل استخدامها للمرة الأولى للتخلص من أي بقايا صبغات قد تكون موجودة عليها والتي قد تسبب حساسية للبشرة.
• من الأفضل أن نحافظ على قص الأظفار دائمًا لتجنب إحداث خدوش بالجلد خاصة إذا كان هناك شعور بالحكة.
• العناية بالجلد وترطيبه بصفة مستمرة أمر ضروري للمحافظة على صحته ونعومته وتجنب جفافه.
• ينصح بالنوم في غرفة ذات درجة حرارة منخفضة لتوفير بيئة مريحة تساعد على النوم الهادئ بدون إزعاج من الحكة أو الحر.
• بالنسبة للأطفال الذين يعانون من الحكة، يمكن تشتيت انتباههم عن رغبة الحك بوسائل مختلفة لتقليل التهاب الجلد نتيجة للخدش.
• وضع قفازات قطنية على يدي الطفل أثناء النوم يمكن أن يساعد في منعهم من خدش بشرتهم أثناء الليل، مما يقلل من فرصة تهيج الجلد.

هل تنتشر الأكزيما من شخص لآخر؟

الأكزيما لا تنتقل من شخص لآخر، فهي ليست مرضًا معديًا. تتطور الأكزيما عندما يتفاعل جهاز المناعة بشكل مفرط مع محفزات معينة، مما قد يؤدي إلى ظهور أعراضها.

كيف يمكنني الحد من انتشار الأكزيما؟

لتقليل احتمالية ظهور الأكزيما أو تفاقمها، يمكنك اتباع بعض الإجراءات مثل:

هل يمكن أن يصاب طفلي بالأكزيما؟

الأكزيما، المعروفة أيضًا بالتهاب الجلد التأتبي، قد تظهر في أي مرحلة عمرية، لكنها تكون أكثر شيوعًا بين الرضع والصغار. تتطور أعراض هذا المرض لدى أكثر من نصف المصابين به خلال السنة الأولى من العمر، وغالباً ما تبدأ قبل بلوغ الطفل سن الخامسة. إذا لاحظت ظهور أعراض الأكزيما على طفلك، من المهم ألا تشعر بالقلق الزائد وأن تحرص على استشارة طبيب مختص بالأمراض الجلدية للأطفال لتلقي النصائح والعلاج المناسب.