من جربت حمض الفوليك قبل الحمل

أود أن أشارككم تجربتي مع حمض الفوليك قبل الحمل، والتي تعد من الخطوات الأساسية والمهمة لكل امرأة تخطط للحمل. حمض الفوليك، أو ما يعرف بفيتامين B9، يلعب دوراً حيوياً في الوقاية من تشوهات الأنبوب العصبي للجنين، والتي قد تحدث في الأسابيع الأولى من الحمل، أحياناً قبل أن تعلم المرأة بحملها. وعليه، فإن الأطباء ينصحون بتناول مكملات حمض الفوليك قبل الحمل بثلاثة أشهر على الأقل.

في تجربتي، بدأت بتناول 400 ميكروغرام من حمض الفوليك يومياً قبل الحمل بثلاثة أشهر، استناداً إلى توصيات الطبيب. لقد كنت ملتزمة بتناول الجرعة الموصى بها يومياً دون انقطاع، مع الحرص على اتباع نظام غذائي متوازن يشمل أيضاً أطعمة غنية بحمض الفوليك مثل الخضروات الورقية الداكنة، البقوليات، والحبوب المدعمة. وقد لاحظت أن هذا النهج لم يساعدني فقط في تحسين صحتي العامة، بل وفر أيضاً أرضية صلبة لحمل صحي.

خلال هذه الفترة، كنت أيضاً أجري فحوصات دورية للتأكد من مستويات الفيتامينات والمعادن في جسمي، والتي أظهرت تحسناً ملحوظاً في مستويات حمض الفوليك. وبفضل الله، تمكنت من الحمل ومرت فترة الحمل بسلام دون أي مشاكل تذكر تتعلق بتشوهات الأنبوب العصبي أو غيرها من المشاكل الصحية للجنين.

من خلال تجربتي، أود أن أؤكد على أهمية الوعي والتخطيط الجيد قبل الحمل، والذي يتضمن بالضرورة تناول مكملات حمض الفوليك واتباع نظام غذائي صحي. إن هذا الاستعداد ليس فقط يساهم في تعزيز فرص الحمل والحفاظ على صحة الجنين، بل يعد أيضاً استثماراً في صحة الأجيال القادمة.

فوائد حمض الفوليك قبل الحمل

من المهم جداً أن تحرص السيدات اللاتي يخططن للحمل على تناول حمض الفوليك، حتى لو لم تكن لديهن نية للإنجاب في الوقت القريب. يلعب حمض الفوليك دوراً حيوياً في التقليل من احتمالية ولادة أطفال مع تشوهات في الجهاز العصبي، مثل مشاكل في تطور العمود الفقري والدماغ. بالإضافة إلى ذلك، يسهم في الوقاية من بعض التشوهات الخلقية الأخرى ويقلل من فرص الإجهاض. دراسات حديثة، من بينها واحدة نشرت في مجلة JAMA Psychiatry سنة 2018، بينت أن تناول حمض الفوليك مع مكملات فيتامينية قبل وخلال الحمل يمكن أن يساهم أيضًا في خفض خطر إصابة الجنين بالتوحد. ومع ذلك، من الضروري استشارة الطبيب قبل بدء أي نوع من المكملات، بما في ذلك الفيتامينات أو الأعشاب أو غيرها من المواد الغذائية المكملة.

الفولات، المعروف أيضًا بفيتامين ب9، هو مركب حيوي ضروري للجسم، إذ يساهم في عدة وظائف حيوية مثل الحفاظ على سلامة خلايا الدم الحمراء والبيضاء، تحويل الكربوهيدرات إلى طاقة، وله دور مهم في تكوين الحمض النووي وإصلاحه، بالإضافة إلى ضرورته لعملية انقسام الخلايا بشكل صحيح.

هل يسهم حمض الفوليك في الحمل بتوأم؟

وجدت بحوث محدودة أن تناول حمض الفوليك قد يرفع فرصة الإنجاب بتوائم، بينما لم تثبت أبحاث أوسع نطاقًا صحة هذه الفكرة بشكل قاطع.

من جهة أخرى، قد تحتاج السيدات الحوامل بتوأئم إلى كميات أكبر من حمض الفوليك للتقليل من خطر العيوب الخلقية، ويجب تحديد هذه الكمية من قبل الطبيب.

هل حمض الفوليك يساعد على تنشيط المبايض؟

الفيتامينات عنصر أساسي في دعم صحة المرأة. تساهم في العديد من العمليات الحيوية، مثل:

– دورة الحيض وعملية الإباضة.
– عمل الغدة الدرقية بشكل صحيح.
– تعزيز المناعة ضد الأمراض.
– تحسين صحة البويضات ونموها بشكل سليم.

كما أنها تلعب دورًا في تخفيف أعراض متلازمة تكيس المبايض، وهو اضطراب يمكن أن يؤدي لمشاكل في الخصوبة.

أضرار حمض الفوليك

تناول حمض الفوليك بشكل يومي وبجرعات معتدلة يعد آمناً لغالبية الناس. الكمية الموصى بها للبالغين تقل عن مليغرام واحد في اليوم ولا تسبب أي أعراض جانبية عادةً. الاستخدام المفرط لحمض الفوليك، أي أكثر من مليغرام يومياً، قد يؤدي إلى عدة مخاطر صحية مثل الإسهال واضطرابات النوم. مع ذلك، استخدام جرعات تصل إلى 5 مليغرامات يومياً قد يكون آمناً في سياقات محددة حسب بعض الدراسات.

هناك بعض الحالات الصحية التي يجب فيها توخي الحذر عند تناول مكملات حمض الفوليك، مثل الأشخاص الذين يخضعون لعمليات توسيع الشرايين، مرضى السرطان، القلب، أو الذين يعانون من نوبات الصرع. ففي هذه الحالات، قد يؤدي الاستهلاك المفرط إلى تفاقم الحالات الصحية.

يُوصى بأن تحصل النساء في سن الإنجاب على 400 ميكروغرام من حمض الفوليك يومياً للوقاية من عيوب الأنبوب العصبي لدى الجنين. جرعات أعلى غير ضرورية إلا بتوصية من الطبيب لحالات خاصة.

بالإضافة إلى المكملات الغذائية، هناك العديد من المصادر الطبيعية لحمض الفوليك تشمل الكبد، البرتقال، البندورة، الخبز، البقول، الحبوب المدعمة، الخضراوات الورقية الداكنة مثل السبانخ والبروكلي، البيض، والمكسرات؛ وهذه المصادر مفيدة للحصول على الكمية المناسبة من حمض الفوليك، خصوصاً للنساء في فترة الإنجاب والحمل.