تم النشر اليوم 2024/06/03 | 5 معلومات مفيدة عن الأخلاق

الأحاديث التي تدعو للتحلي بالأخلاق

أما الأحاديث التي تأمر المؤمنين باتباع مكارم الأخلاق:
روى الإمام مالك في الموطأ بلاغاً أن معاذ بن جبل قال: “أخر ما أوصاني به رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – حين وضعت رجلي في الغرز أن قال: أحسن خلقك للنّاس يا معاذ”، وروى الإمام أحمد وأصحاب السّنن أنّ النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – قال: “إنّ المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصّائم القائم “.قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إنّ من أحبّكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً”، رواه الترمذي، وقال صلّى الله عليه وسلّم: “ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق”، رواه أصحاب السّنن.

أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم

لا يوجد وصف يمكن أن يوصف رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من وصف الله له حيث قال في كتابه العزيز “وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ”، وهناك العديد من الأحاديث الشريفة التي تخبرنا عن أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنها:-
عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: “لمّا بلغ أبا ذر مبعث النّبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ قال لأخيه: “اركب إلى هذا الوادي، فاعلم لي علم هذا الرّجل الذي يزعم أنّه نبيّ يأتيه الخبر من السّماء، واسمع من قوله ثمّ ائتني، فانطلق الأخ حتى قدمه وسمع من قوله، ثمّ رجع إلى أبي ذرّ، فقال له: رأيته يأمر بمكارم الأخلاق”، رواه البخاري.قال النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – عن نفسه: “إنّ الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشاً من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم “، رواه البخاري، وقال صلّى الله عليه وسلّم: “إنّ مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتاً فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل النّاس يطوفون ويعجبون له ويقولون: هلاَّ وُضِعت هذه اللبنة؟ قال: فأنا اللبنة وأنا خاتم النّبيين”، رواه البخاري.ويقول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: “إنّ الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمّد ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه، فابتعثه برسالته”.وكذلك وقال القاضي عياض: “وأمّا الأخلاق المكتسبة من الأخلاق الحميدة، والآداب الشريفة التي اتفق جميع العقلاء على تفضيل صاحبها، وتعظيم المتصف بالخلق الواحد منها فضلا عما فوقه، وأثنى الشرع على جميعها، وأمر بها، ووعد السعادة الدائمة للمتخلق بها، ووصف بعضها بأنه جزء من أجزاء النبوة، وهي المسماة بحسن الخُلق، فجميعها قد كانت خلق نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ”، وقد بعث الله سبحانه وتعالى نبيّه محمّداً – صلّى الله عليه وسلّم – ليتمّم مكارم الأخلاق.

مصادر حصول الأفراد على الأخلاق

ويستمد الأفراد والجماعات الأخلاق من مصادر عديدة، فمنذ بداية التاريخ وكل نظام اجتماعي يحدد بمجموعة من القواعد الأخلاقية التي تحكمه، وقبل وجود النظم الاجتماعية فإن الإنسان خلق على فطرة الخير، وفطرة الخير هي منبع الأخلاق الأول لدى البشر، وكل ما يعادي هذه الفطرة هو معادي للأخلاق الربانية التي أوجدها الله في عباده.وبعد الفطرة البشرية يستمد الأفراد أخلاقهم من النظم الاجتماعية المحيطة بهم، فكل مجتمع يستمد أخلاقه من عاداته وتقاليده وميراثه الإنساني والفكري، ونجد أن المجتمعات التي استطاعت بناء حضارة عظيمة هي أكثر المجتمعات التي وضعت نظماً أخلاقية صارمة والتزمت بها شعوبها.ويجب أن نشير هنا أن هناك تفاوتاً أخلاقياً يحدث الحضارات المختلفة نتيجة لاختلاف الميراث الفكري لكل منهم، لكن هناك قواعد ثابتة تشترك فيها البشرية على اختلافها، فكل الأمم تشترك في قواعد عامة للأخلاق، مثل حب الخير، ومساعدة الآخر، ونبذ العنف، ونشر السلام، التعاون، وإتقان العمل، والنزاهة، والحفاظ على العرض، والحفاظ على الممتلكات وغيرها.الدين أيضاً من أهم مصادر حصول الأمم على أخلاقها، فالوازع الديني من أهم العوامل التي تحرك الإنسان للتحلي بمكارم الأخلاق، فالدين يعرف الإنسان بربه ويمده بكل الطرق التي من شأنها أن يحصل على رضا الله، والأخلاق الحميدة هي واحدة من طرق التقرب إلى الله في كل الأديان السماوية.. والشخص المتدين هو شخص يبحث دائماً عن المثالية والكمال في تعاملاته مع الناس، ولابد هنا من ذكر أن الدين الإسلامي كما يوجد به العبادات والشرائع التي تخص صلة العبد بربه، فإن المعاملات الإنسانية بين العباد هي واحدة من أسس التدين، فقيم الإيثار وحب الخير ومساعدة الجار، والإحسان إلى الناس ونبذ الغرور والكبرياء والتكبر، كلها من الأمور التي أمر الله عباده باتباعها وجعل الثواب عليها عظيماً.

كيف سيكون العالم بدون أخلاق؟

بدون أخلاق يصبح العالم فوضى، فكل صاحب مصلحة سيعمل على تحقيقها حتى لو أدى ذلك لدمار العالم ودهس الإنسانية جمعاء، وأكبر دليل على ذلك كان في الحربين العالمية الأولى والثانية، حيث قتل الملايين من أجل تحقيق المصالح الشخصية لقادة تخلوا عن الأخلاق.

مكارم الأخلاق

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إنّما بعثت لأتمّم مكارم الأخلاق”، وإنّ كلمة البرّ هي الجامعة لمعاني الدّين، قال عنه النّبي صلّى الله عليه وسلّم: “البرّ حسن الخلق”، رواه مسلم.
والأخلاق هي الضامن الوحيد لاستمرار البشرية، فالأخلاق هي الميزان الذي يحفظ للحياة توازنها، وحين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه بعث ليتمم مكارم الأخلاق فهذا إن دل فإنما يدل على أن الأخلاق درجات وأعظمها هي الأخلاق الكريمة التي يجب أن يتصف بها المؤمنين، وفي هذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إنّ من أحبّكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً”، رواه الترمذي، وقال صلّى الله عليه وسلّم: “ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق”، رواه أصحاب السّنن”.