أضرار زيت السمسم

زيت السمسم يحمل في طياته كنوزاً صحية عظيمة، إلا أنه في بعض الأحيان قد لا يتناسب مع الجميع.

إليك ملخص لبعض السلبيات المحتملة لزيت السمسم:

أولاً، الحساسية لزيت السمسم شائعة نسبياً. يعد السمسم من المحفزات القوية لظهور أعراض تحسسية لدى من يعانون من الحساسية ضده. هذه الردود التحسسية قد تتفاوت ما بين خفيفة، والتي يمكن التعامل معها باستخدام أدوية متوافرة بسهولة، إلى أعراض خطيرة قد تصل إلى حساسية مفرطة تهدد الحياة. مثل هذه الحالات تتطلب تدخلات سريعة، مثل استخدام حقن الأدرينالين، والأعراض تشمل تورم، احمرار، سعال، قيء، إسهال، طفح جلدي، وغيرها.

ثانياً، بالإضافة إلى الحساسية، هناك تأثيرات أخرى قد تكون سلبية لزيت السمسم. الاستهلاك المفرط لزيت السمسم قد يؤدي إلى زيادة في الوزن بسبب السعرات الحرارية والأحماض الدهنية العالية التي يحتويها. استخدامه على البشرة يمكن أن يسبب حكة أو طفح جلدي لدى البعض، ما يرتبط غالباً بالحساسية. كما أن زيت السمسم قد يتفاعل سلباً مع بعض الأدوية، خصوصاً تلك المخصصة لعلاج السكري وارتفاع ضغط الدم، مما قد ينتج عنه انخفاض مفاجئ في مستويات السكر أو الضغط في الدم.

القيمة الغذائية لزيت السمسم

زيت السمسم هو نوع من الزيوت الغذائية الغنية بالدهون الصحية، مما يجعله مصدراً للطاقة بسبب احتوائه على كمية كبيرة من السعرات الحرارية. على سبيل المثال، يمكن أن توفر ملعقة كبيرة من هذا الزيت ما يقرب من 119 سعرة حرارية. كما أنه لا يحتوي على الكربوهيدرات أو البروتينات.

بالنسبة لتركيبة زيت السمسم، فهو يشتمل على توازن من الدهون الجيدة، بما في ذلك الدهون غير المشبعة. تتكون ملعقة كبيرة منه من حوالي 5.4 غرامات من الدهون الأحادية غير المشبعة، والتي تعتبر صحية، بجانب 5.6 غرامات من الدهون المتعددة غير المشبعة التي تشمل الأوميغا 3 والأوميغا 6 والتي تتوافر بوفرة في زيت السمسم. هذه الفئات من الدهون تساعد في زيادة مستويات الكوليسترول الجيد في الدم وتقلل من الكوليسترول الضار.

من ناحية أخرى، يحتوي زيت السمسم أيضاً على الدهون المشبعة، التي ينظر إليها على أنها أقل فائدة صحية. مع ذلك، محتواه من الدهون المشبعة محدود، فملعقة كبيرة واحدة تحتوي على 2 غرام فقط من هذه الدهون، وهذا يعتبر قليلاً بما يكفي لتجنب الأضرار الصحية عند استهلاكه بكميات معقولة.

على الرغم من الفوائد الدهنية المذكورة، فإن زيت السمسم لا يتميز بمحتوى عالٍ من الفيتامينات والمعادن. ملعقة كبيرة منه توفر فقط حوالي 0.19 ميليجرام من فيتامين E و1.8 ميكروغرام من فيتامين K، ما يشير إلى أن فوائده الأساسية تأتي من الدهون الصحية الّتي يوفّرها.

أنواع زيت السمسم

تتعدد أصناف زيت السمسم في الأسواق، وتتنوع هذه الأصناف في مذاقها، ألوانها، وكيفية استخدامها.

أولاً، زيت السمسم الطبيعي، يستخلص هذا النوع مباشرةً من بذور السمسم دون تعريضه لأي عمليات تكرير، ما يجعله يحتفظ بمذاق قوي ولون يميل إلى الأصفر والبني. هذا الزيت لا يتحمل الحرارة العالية ويمكن أن يفسد بسهولة إذا تُرك على النار لوقت طويل، ويفضل استخدامه في تحضير الأطباق السريعة.

ثانيًا، يأتي زيت السمسم المكرر وهو نسخة معدلة من الزيت الطبيعي. بتكرير بذور السمسم، يصبح هذا الزيت أخف في المذاق وأفتح في اللون، مما يجعله مناسبًا للطهي والقلي دون التأثير بشكل كبير على نكهة الأطعمة.

أخيرًا، زيت بذور السمسم المحمص، والذي يُحضر من بذور السمسم بعد تحميصها، ما يمنحه لونًا بنيًا غامقًا. يستخدم هذا النوع من الزيت بشكل رئيسي كإضافة لتعزيز النكهات في الأطباق دون الطهي به، نظرًا لقابليته العالية للتأكسد مقارنة بأنواع زيت السمسم الأخرى.

فوائد زيت السمسم الصحية

يقدم زيت السمسم مجموعة كبيرة ومتنوعة من الفوائد للجسم. يعتبر حليفًا قويًا لصحة القلب بفضل محتواه العالي من الدهون الصحية مثل الأوميغا 6، التي تلعب دورًا هامًا في الحفاظ على توازن الكولسترول، وتقليل فرص التعرض لمخاطر أمراض القلب وتصلب الشرايين.

يحتوي هذا الزيت الغني على عدد كبير من مضادات الأكسدة، مثل السيسامول والسيسامينول، التي تكافح الجذور الحرة المسببة لتدهور الصحة وظهور الأمراض المزمنة كأمراض القلب والسرطان، بالإضافة إلى قدرته على حماية الحمض النووي من التلف.

بالنسبة لمرضى السكري، يعتبر زيت السمسم خيارًا مفيدًا يساعد في تحسين مستويات السكر في الدم عبر استهلاكه بانتظام. يسهم أيضًا في خفض ضغط الدم لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاعه، مما يعود بالنفع على الصحة العامة.

من جهة أخرى، يعزز هذا الزيت من صحة العظام بفضل عناصره الغنية كالنحاس والكالسيوم، ويقي من هشاشة العظام. يعد زيت السمسم أيضًا معززًا للمزاج ومقللًا للقلق والتوتر بسبب تأثيره على هرمون السيروتونين المعروف بتأثيره الإيجابي على الشعور بالسعادة.

يقدم الزيت حلولًا للتخفيف من الالتهابات والآلام، سواء كانت مصاحبة لالتهاب المفاصل أو غيره من الحالات، بالإضافة إلى خصائصه المضادة للبكتيريا والمسكنة، التي تجعله خيارًا مثاليًا للتخفيف من ألم الأسنان أو غيرها من الآلام الموضعية.

بالنسبة للهضم، يساعد زيت السمسم في علاج الإمساك عند مزجه بالماء وتناوله بانتظام. كما يعزز من الدورة الدموية ويحسن عملية الأيض نظرًا لاحتوائه على النحاس، الذي يلعب دورًا في تصنيع خلايا الدم الحمراء وتحسين تدفق الدم، مما يسهم في تعزيز الصحة عمومًا.

فوائد زيت السمسم للشعر

زيت السمسم يتميز بفوائده العديدة للشعر بفضل غناه بالعناصر الغذائية الضرورية مثل الأحماض الدهنية والفيتامينات التي تلعب دوراً مهماً في تحسين صحة الشعر.

يعتبر زيت السمسم حلاً فعالاً لمشاكل شائعة كتساقط الشعر؛ حيث يساعد على تعويض نقص الأحماض الدهنية الضرورية مثل الأوميغا 6 والأوميغا 3 في الجسم، مما يقلل من فرص تساقط الشعر.

للعناية بالشعر الجاف، يقدم زيت السمسم حلولاً رائعة كونه مرطبًا ممتازًا يساهم في زيادة نعومة الشعر وتغذية فروة الرأس بفضل احتوائه على أحماض دهنية مفيدة.

وفي ما يتعلق بصحة فروة الرأس، يساهم زيت السمسم في علاج الالتهابات والتهيج الذي يمكن أن يضعف بصيلات الشعر ويسبب تساقطه، بالإضافة إلى مكافحة قشرة الشعر من خلال خصائصه المضادة للبكتيريا والفطريات، الأمر الذي يحمي الفروة من الالتهابات والحكة المرتبطة بالقشرة.

كما يسهم زيت السمسم في تقوية الشعر وحمايته من التقصف عبر تشكيل طبقة واقية تحافظ على رطوبته، مما ينعكس إيجاباً على مظهر الشعر وصحته، خصوصاً عند استخدامه قبل الاستحمام لتقليل امتصاص الشعر للماء.

أخيراً، يساعد زيت السمسم في تأخير ظهور الشيب المبكر ويعمل على تغميق لون الشعر بفعالية عند استخدامه بانتظام، بفضل احتوائه على فيتامينات وأحماض دهنية ضرورية للمحافظة على صحة الشعر ولمعانه.

فوائد زيت السمسم للقولون

يُشير البحث إلى أن استخدام زيت السمسم يمكن أن يكون له دور في تخفيف مشاكل الهضم مثل الإمساك، بفضل قدرته على تليين الأمعاء. كذلك، وجدت دراسات، بما في ذلك واحدة أُجريت على الفئران ونُشرت في 2012، أن زيت السمسم قد يُسرع من التئام القولون المُلتهب ويُحسن من حالته الصحية. هناك أيضًا بحوث مُبكرة تُظهر إمكانية زيت السمسم في تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون عبر تثبيط نمو الأورام. مع ذلك، يُنوه الباحثون إلى أنه من الضروري إجراء المزيد من الدراسات لتأكيد هذه الفوائد بشكل قاطع.

طرق تحصيل فوائد زيت السمسم للجسم

لتعزيز صحتك وجمالك باستخدام زيت السمسم، يمكنك اتباع الإرشادات التالية:

– إثراء وجباتك بزيت السمسم من خلال إضافته إلى أصناف الطعام المتنوعة كالسلطات والشوربات، أو حتى بتناوله مباشرة.
– مزج زيت السمسم بزيت فول الصويا، كما أظهرت الأبحاث فاعليته.
– استخدم زيت السمسم خارجيًا على الجلد والشعر للاستفادة من خصائصه التجميلية.

هل من الآمن استخدام زيت السمسم للبشرة؟

زيت السمسم هو خيار شائع وآمن لعلاج البشرة للعديد من الأشخاص. من الضروري، مع ذلك، التحقق من عدم وجود حساسية لهذا الزيت قبل استخدامه مباشرة على الجلد. يمكنك القيام بذلك من خلال خطوات بسيطة وسهلة: أولاً، ضع كمية قليلة من زيت السمسم على منطقة صغيرة من الجلد، مثل الجزء العلوي من الذراع، باستخدام قطعة قطن نظيفة. ثم، اترك الزيت على الجلد لمدة يوم كامل.

إذا لاحظت ظهور علامات التحسس مثل الحكة، الاحمرار، أو التورم، يجب غسل المنطقة فوراً والامتناع عن استخدام زيت السمسم. يُنصح أيضًا بإعادة الاختبار على فترات تتراوح بين 7 إلى 10 أيام للتأكد من عدم وجود حساسية تجاه زيت السمسم بشكل دقيق.

المخاطر والمحاذير لزيت السمسم

زيت السمسم مفيد لكن يجب استخدامه بحذر لأنه قد يسبب بعض المشاكل الصحية. لزيت السمسم تأثير بسبب احتوائه على كمية كبيرة من الأوميغا 6 مقارنة بالأوميغا 3، مما يمكن أن يؤدي إلى الالتهابات ومشاكل صحية أخرى إذا تم تناوله بكميات كبيرة. لذا، يُنصح بأن يكون استهلاكه متوازنًا دون إفراط.

يمكن أن يسبب زيت السمسم تفاعلات حساسية مثل الحكة والتهيج للبعض، خاصة عند استخدامه على الجلد. لهذا، يجب اختباره على جزء صغير من الجلد قبل الاستخدام الواسع.

كما قد يؤدي إلى تساقط الشعر لدى بعض الأشخاص إذا تُرك على الشعر لفترات طويلة لأنه يمكن أن يغلق مسامات الشعر.

عند الطهي، يجب الحذر من استخدام زيت السمسم على حرارة عالية لأنه يمكن أن ينتج عنه غازات سامة بسبب سهولة تأكسده.

وأخيرًا، يمكن لزيت السمسم أن يخفض ضغط الدم ويزيد من تميع الدم، ما يشكل خطرًا على من يتناولون أدوية مميعة للدم. يُنصح بمناقشته مع الطبيب قبل إضافته إلى النظام الغذائي إذا كنت تستخدم هذه الأنواع من الأدوية.